تعريف الصيام:
الصيام في أصل اللغة الإمساك ؛ هناك مَن يصوم عن الكلام، هناك مَن يصوم عن الحركة، هناك مَن يصوم عن الطعام والشراب، هذا المعنى معنىً لغوي، ولكن الصيام في المعنى الشرعي، أو في المصطلح الشرعي: ترك الطعام والشراب، وسائر المُفْطِرات، مِن طلوع الفجر الصادق، إلى غروب الشمس بنية. النية ركن مِن أركان الصيام.
حكم الصيام:
الحكمة الأولى: الافتقار إلى الله
أن نشعر بافتقارنا إلى الله، مُنعَ منا الطعام والشراب، وهما مباحان خارج الصيام، فأنت حينما تجوع، وحينما يصيبك العطش تعرف أنك عبد لله، وأنك مفتقر إلى شربة ماء، وكلما أدركت افتقارك إلى الله كلما ارتقيت عند الله.
الحكمة الثانية: الاخلاص إلى الله
يقنعنا الصيام أننا مخلصون لله، لأنه ما من قانون على وجه الأرض يحاسبك لو أكلت في نهار رمضان، هذا الأمر اختص به الدين، أما القوانين فلا تحاسبك على إفطار رمضان، فقد تدخل بيتك، وأنت في أشد حالات العطش والثلاجة فيها الماء البارد، والبيت فارغ، ليس أحد يراقبك، ولا تستطيع أن تضع في فمك قطرة ماء،
الحكمة الثالثة : قوة الإرادة
الصوم يقوي الإرادة، فأنت في رمضان ممتنع عن المباح، فلأن تدع الحرام من باب أولى.
يختل توازنك حينما تمتنع عن الطعام والشراب وتكذب !
يختل توازن حينما تمتنع عن الطعام والشراب وتملأ عينيك من محاسن امرأة لا تحل لك !
يختل توازنك حينما تمتنع عن الطعام والشراب وتحلف يميناً كاذبة في البيع والشراء !
فلذلك منعك الله عن المباح، فلأن أن تمتنع عن المحرمات من باب أولى، وكأن الله أراد أن يقوي إرادتك وعزيمتك في هذا الشهر الكريم.
الحكمة الرابعة: أن نعيش واقع الفقراء
الله عز وجل أرادنا أن نعيش واقع الفقراء، الواقع إما أن تعيشه، وإما أن تدركه بعقلك، فرق كبير بين إدراك الحقيقة وبين أن تعيشها، فلو أن لك صديقاً نشب بينه وبين زوجته خلاف، وانصرفت إلى بيت أهلها، أنت عندك فكرة أن صديقك زوجته ابتعدت عنه، لكن أنت عندك زوجتك في البيت، والطعام جاهز، والأولاد وضعهم جيد، طعامهم جيد، ثيابهم مغسولة، الحاجات مقضية، البيت نظيف، أنت لا تعيش واقع الحرمان من الزوجة، ولكنك تدرك أن فلاناً زوجته تركته، فالواقع شيء والمعاينة شيء آخر، لذلك قالوا: لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها.