تواضع الخليفة الراشد لسماع الحق من أدنى شخص في المجتمع:
أيها الأخوة الكرام مع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الفصل اليوم حول نمط من سلوك هذا الخليفة العظيم، هذا النمط يتوضَّح بأنه كان رضي الله عنه يقبل كلمة الحق ولو كانت من أقل الناس عنده، فله مقال مشهور: كلمة الحق، لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها
هذا الخليفة الراشد يرى أن الحق فوق الجميع .
لو أن كل إنسان يشرف على مجموعة من الناس إذا انطلق من هذا المبدأ مبدأ سماع الحق ولو كان ممن هو دونه، والانصياع له ولو كان في هذا مرارة، كنا بحال غير هذا الحال.
فسيدنا عمر رضي الله عنه يقول: لا تقولوا الرأي الذي تظنونه يوافق هواي، قولوا الرأي الذي تحسبونه يوافق الحق ،
لأنّ الإنسان أحياناً يستقصي ما الذي يرضي فلانًا؟ وما الذي يريحه؟ وما الذي يعجبه؟ وما الذي يوافق عليه؟.
مرةً كان مع أصحابه فأراد أحدهم أن يقول قولاً يوافق هوى سيدنا عمر،
قال له: والله يا أمير المؤمنين ما رأينا أفضل منك بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام،
فانتفض هذا الصحابي الجليل، وكأنَّه وجهت إليه تهمة، ونظر في أصحابه واحداً واحداً، وأحدَّ فيهم النظر، إلى أن قال أحدهم مستدركاً: لا والله لقد رأينا من هو خيرٌ منك
قال: ومن هو؟
فقال: أبو بكر الصديق رضي الله عنه
فقال هذا الصحابي الجليل: كذبتم جميعاً حينما سكتم، وصدق هذا.
اجتهاد أمير المؤمنين في مسألة الأراضي الزراعية:
ليس مِن إنسان فيما أعلم أشد ورعاً وطاعةً وانصياعاً لأمر لله عزَّ وجل من سيدنا عمر، ومع ذلك ما عطَّل عقله ولا مرة،
فالمعروف أن الجيش إذا فتح بلدة فهذه البلدة تُعدُّ من الغنائم، فلو أن أفراد الجيش توزعوا هذه الأرض، وهم مشغولون بالفتوح عن زراعتها، وإذا أرادوا أن يزرعوها ليسوا خبراء فيها،
فسيدنا عمر كان يرى أن الجيش الإسلامي إذا فتح بلدةً ينبغي أن يُبقِي الأرض بأيدي أصحابها، وأن يأخذ منهم خراجاً، وقد عارض الصحابة الكرام هذا الرأي، لكنه أصرَّ على رأيه، منطلقاً مِن أن المصلحة والعقل يقتضيان أن تبقى هذه الأرض بأيدي أصحابها، وأن نأخذ منهم خراجاً، لأنهم أقدر على زراعتها، وأقدر على استغلالها، ونحن لسنا متفرغين لهذا العمل، فكان اجتهاده في هذا الموضوع سنةً سرت من بعده إلى يومنا هذا.
وكان أصحاب النبي عليهم رضوان الله حينما يعترضون عليه في هذا الاجتهاد الذي لم يسبق إليه، كان يقول: إنما أقول رأيي الذي رأيته ، أي أن الطاعة التامة تعبِّر عن إيمان المرء، لكن النصيحة الخالصة تعبِّر عن أمانته وغيرته.
مبدأ الشورى الذي اعتمده عمر بين أصحابه اقتداء بالقرآن:
مرةً خشي هذا الخليفة العظيم أن يجامله الناس على حساب دينهم وهو يخاف على نفسه أن يصدِّقهم، لذلك جمع علية القوم ونخبة أصحابه
وقال لهم: إني دعوتكم لتشاركوني أمانة ما حملت من أموركم، فإني واحدٌ كأحدكم، وأنتم اليوم تقرُّون بالحق، خالفني من خالفني، ووافقني من وافقني، ولست أريد أن تتبعوا هواي، فمعكم من الله كتابٌ ينطق بالحق، فوالله لئن كنت نطقت بأمرٍ أريده فما أريد به إلا الحق، أي أنكم معكم مقياس، وهو كتاب الله، وسنة نبيّكم، وإياكم أن تنطقوا بكلامٍ وفق هواي، تحرّوا الحق ولا تأخذكم في الله لومة لائم،
هذا موقف آخر.
محور هذا الفصل هذا الموقف المتشدد من أصحابه، حيث إنهم لو تكلَّموا كلاماً لإرضائه بعيداً عن الحق لكان هذا سبباً لغضبه أشد الغضب.
ولا تنسوا أيها الأخوة أن الله سبحانه وتعالى أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يستشير أصحابه قال: ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)
كما أن الله سبحانه وتعالى وصف المؤمنين فقال: ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)
نحن كمسلمين يجب علينا أن نستشير في كل أمر، لأنه من استشار الرجال استعار عقولهم، كما قال عليه الصلاة السلام: تركتكم على بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا ضال .
ما دام المؤمن على الحق، وليس له مصالح تتناقض مع الحق فلا بأس عليه أن يسأل، ولا حرج عليه أن يستشير، وما المانع أن يأخذ برأي زيدٍ وعُبيد لئلا يقع في انحرافٍ أو في خطورة؟.
خشية عمر أن لا ينصحوه الناس خوفاً من قوته:
فسيدنا عمر حينما تسلَّم الأمر خاف الناس شدَّته وبأسه، سيدنا عمر كان شديداً، شديداً في أمر الله عزَّ وجل، فحينما تهامس الناس خائفين وجلين من تولّي هذا الخليفة الشديد الأمر دخل عليه حُذيْفة فوجده مهموم النفس، باكي العين،
فقال له: ما الذي يبكيك يا أمير المؤمنين؟
قال عمر رضي الله عنه: إني أخاف أن أُخطئ فلا يردني أحدٌ منكم تعظيماً لي،
فقال حذيفة: والله لو رأيناك خرجت عن الحق لرددناك إليه،
عندئذٍ فرح عمر وتألَّق وجهه
وقال: الحمد لله الذي جعل لي أصحاباً يقوّمونني إذا اعوججت.
مرةً صعد المنبر رضي الله عنه وقال للناس جميعاً:
يا معشر المسلمين ماذا تقولون لو ملت برأسي إلى الدنيا هكذا؟
فيشق الصفوف رجل ويقول وهو يلوِّح بذراعه وكأنَّه حُسام ممشوق:
إذاً نقول بالسيف هكذا
فيسأله عمر: إياي تعني بقولك
قال: نعم إيّاك أعني بقولي
فما الذي حدث؟ يتألَّق وجهه ويضيء ويبتسم
ويقول: رحمك الله، الحمد لله الذي جعل فيكم من يقوِّم اعوجاجي
ألم أقل لكم في نحن أمام أخبارٍ واقعيةٍ كأنها أساطير.
يا أخواننا الكرام إذا كنتَ معلِّم صف، أو مديرَ مستشفى، أو صاحب شركة، أو مهما كان عملك متواضعًا، حينما تلغي الاعتراض على تصرُّفاتك، حينما تُلغي النقد البنَّاء، حينما تستبدّ برأيك ينتهي سلطانك، وتسير نحو الهاوية، أما إذا استشرت وسألت وأصغيت واستنصحت، وجعلت حولك أناساً صادقين مخلصين لا يجاملون ولا ينافقون ولا يكذبون فأنت بهذا تتألَّق وترقى ويزداد عملك رسوخاً.
نزاهة عمر:
مرةً صعد المنبر ليحدِّث المسلمين في أمرٍ جليل، فقد حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وقال: أيها المسلمون اسمعوا يرحمكم الله، ولكن أحد المسلمين نهض
وقال: واللهِ لا نسمع، واللهِ لا نسمع،
فسأله عمر في لهفة: ولمَ يا سلمان؟
فيجيب سلمان: ميَّزت نفسك علينا في الدنيا، أعطيت كلاً منا بردةً واحدة، وأخذت أنت بردتين،
سيدنا عمر ينظر في المصلِّين، ويجيل الطرف فيهم إلى أن يرى ابنه عبد الله،
ويقول: أين عبد الله بن عمر؟
فنهض عبد الله، وقال له: ها أنا ذا يا أمير المؤمنين،
فسأله عمر على الملأ: من صاحب البردة الثانية؟
فيجيب عبد الله: أنا يا أمير المؤمنين،
ويخاطب عمر سلمان والناس معه: إنني كما تعلمون رجل طويل، ولقد جاءت بردتي قصيرة، فأعطاني عبد الله بردته، فأطلت بها بردتي،
فيقول سلمان الذي اعترض وفي عينيه دموع الغبطة والثقة: الحمد لله، والآن نسمع، ونطيع يا أمير المؤمنين،
هل من نزاهةٍ بعد هذه النزاهة ؟.
من مواقفه الجليلة الإنصاف و رد الحقوق إلى أصحابها:
وفي يوم آخر، بينما هو جالس مع أخوانه، إذ برجل يشقّ الصفوف، ثائر، ملء قبضته شعر محلوق، ولا يكاد يبلغ عمر حتى يقذف بالشعر أمامه في مرارةٍ واحتجاج، ويموج الناس بالغضب ويهم به بعضهم، فيومئ عمر إلى أصحابه أن يسكنوا، ويجمع الشعر بيده، ويشير للرجل أن اجلس، وينتظر عليه عمر حتى يهدأ روعه
ثم يقول له: ما أمرك يا رجل؟،
فيجيب الرجل: أما والله لولا النار يا عمر
فيقول عمر: صدقت، والله لولا النار، ما أمرك يا أخا العرب؟،
يقصُّ هذا الرجل على عمر شكواه، وفحواها أن أبا موسى الأشعري أنزل به عقوبةً لا يستحقُّها، فجلده، وحلق شعر رأسه بالموسى، فجمع الرجل شعر رأسه، وجاء به إلى عمر، فينظر عمر إلى وجوه أصحابه،
ويقول: لأن يكون الناس كلُّهم في قوة هذا أحبَّ إليَّ من جميع ما أفاء الله علينا،
لأن يكون كل الناس في قوة هذا الرجل أحب إلي من كل الفتوحات التي فُتحت على المسلمين، فما قولكم بهذا الجواب؟
ثم يكتب لأبي موسى الأشعري يأمره أن يُمَكِّن الرجل من القِصاص منه جلداً بجلدٍ، وحلقاً بحلقٍ.
تراجعه في حال كان الحق ليس معه:
مرةً كان على المنبر، واجتهد اجتهاداً، ولم ينتبه رضي الله عنه إلى آيةٍ في كتاب الله،
قال: أيها الناس، لا تزيدوا مهورَ النساء على أربعين أوقية، فمن زاد ألْقَيت الزيادة في بيت المال،
فنهضت من بين أواخر الصفوف امرأة وقالت: ليس هذا لك يا عمر، لا تستطيع أن تفعل هذا،
فيسألها: ولمَ؟
فتجيبه بأن الله تعالى يقول: ( وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)
يتألَّق وجه هذا الخليفة العظيم ويبتسم ويقول عبارته الشهيرة:
أصابت امرأة وأخطأ عمر.
هذه الروح السمحة، هذه الروح التي تجعل من نفسها في سوية كل الناس، فهذه ثمرة من ثمار الإيمان التي كانت بادية في سيدنا عمر رضي الله عنه.
حكمة عمر في سياسة الأمور:
حينمـا عزل سيدنا خالد، وقصة عزله تعرفونها، وما عزله إلا مخافة أن يفتتن الناس به، لكثرة ما أبلى في سبيل الله، حينما أجرى على يديه نصراً مؤزراً، نصراً تلو نصر، توهَّم الناس أنه ما من معركة فيها خالد إلا والنصر حليف المسلمين،
فخشي هذا الخليفة أن يتوهَّم الناس أن النصر من عند خالد، فعزله إنقاذاً لعقيدة التوحيد، وتثبيتًا لهم، وربطاً لهم بالله عزَّ وجل،
لكن هناك أقاويل كثيرة فشت بين الناس،
فقال لهم مرةً: إني أعتذر إليكم من عزل خالد، فإني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطى ذوي البأس، وذوي الشرف، وذوي اللسان فنهض أبو عمرو بن حفص بن المغيرة
وقال: واللهِ ما أعذرت يا عمر؟ لقد نزعت فتى ولاه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأغمدت سيفاً سلَّه رسول الله عليه الصلاة والسلام، ووضعت امرأً رفعه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقطعت رحماً، وحسدت بني العم،
لكن سيدنا عمر لم يهتم بهذا الكلام، يعرف لماذا عزل هذا القائد الشجاع؟
عزله لحكمة راجحة عنده،
فقال له مخاطباً: إنك قريب قرابة حديث السن، تغضب في ابن عمك،
يعني عَذَرَهُ، وما رأى في ذلك إلا تعاطفاً مع ابن عمه، دون أن يحاسبه على هذا الكلام الذي قاله.
فسيدنا عمر عزل سيدنا خالد لحكمة رائعة رآها إنقاذاً للتوحيد، ومع ذلك لما اعترض هذا الرجل، ولم يبالي باعتراضه،
وقال: أنت غضبت من أجل ابن عمك، ولا ضير عليك.
تعلموا أيها الأخوة إذا كنتَ رئيس دائرة، وجاء مواطن، وهو ثائر، وتكلَّم بكلمات قاسية، فلا تحاسبه على كلماته، وقل: إن لصاحب الحق مقالاً .
فراسة عمر:
لكن سيدنا عمر كما قلت لكم من قبل: ليس بالخب، أي ليس من الخبث حيث يكون خباً، أي ماكراً خدَّاعاً، لكن ليس من السذاجة والبساطة أيضاً حيث يسمح لأحدٍ أن يحتال عليه، قال: لست بالخب، ولا الخب يخدعني
فكل إنسان كان يمدحه مديحاً كاذباً يبتغي أن يصل إلى قلبه كان هذا الصحابي الجليل يرفض هذا المديح.
ذات يومٍ أثنـى إنسان على سيدنا عمر ثناء المنافقين،
فقال له: يا عدوَّ الله، ما أردت بهذا الكلام؟
كانت له فِراسة، المديح الصادق مقبول، والإعجاب الصادق مقبول، لكن إنسان غير ملتزم يثني على عمر ثناء يتضح من ثنيات كلامه، ومن فلتات لسانه، ومن نبرة صوته أنه ينافق
ومرة رأى سيدنا عمر إنسانًا يصيح بأعلى صوته،
ويقول: من صاحب هذه الّلوزة؟
فما كان من عمر رضي الله عنه إلا أن قال له: كلها يا صاحب الورع الكاذب،
أي كلها واكْفِنا شرَّك، فقد كان مع تقديره الشديد للمؤمنين سيفاً مسلطاً على المنافقين.
عمر يدخل مجلس قضاء:
أنه اختصم مـع بعض أصحابـه حول موضوع، أن سيدنا عمر أراد أن يوسِّع المسجد النبوي الشريف، فاحتاج إلى أن يضمّ أرضاً للمسجد، وعارضه صاحب الأرض، ويقول للإمام العادل، والخليفة الأمين: ليحكم بيني وبينك آخرون،
سيدنا عمـر يريد أن يوسِّع هذا المسجد، لأنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام في حياته أنه كان يرغب في توسعته، فأراد أن ينفِّذ رغبة النبي عليه الصلاة والسلام كان لا بدَّ أنْ يضمَّ هذه الأرض للمسجد، وصاحب الأرض اعترض، سيدنا عمر رحب في الأمر، لأنه سيجده عوناً على الحق، إن كان محقاً، وهدى إلى الصواب إن كان مخطئاً.
لقي العباس يوماً فقال له: يا عباس لقد سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قبل موته يريد أن يزيد في المسجد، وإن دارك قريبة من المسجد، فاعطنا إيّاها نزدها فيه، وأقطع لك أوسع منها مع التعويض،
فقال له العباس: لا أفعل،
قال عمر: إذاً أغلبك عليها،
أنا صاحب السلطة، فأصدر لها أمرَ استملاك،
فأجابه العباس: ليس ذلك لك، فاجعل بيني وبينك من يقضي بالحق،
فقال عمر: من تختار؟
قال العباس: حذيفة بن اليمان،
وبدلاً أن يستدعي سيدنا عمر حذيفة إلى مجلسه، انتقل عمر والعباس إليه، لماذا؟ لأن القاضي يؤتى ولا يأتي، والعلم يؤتى ولا يأتي، هكذا الأدب،
حذيفة الآن يمثل القضاء، وأحد الخصوم سيدنا عمر، خليفة المسلمين، وأمام حذيفة جلس عمر والعباس، وقصا عليه الخلاف الذي بينهما،
فقال حذيفة: سمعت أن نبي الله داود عليه السلام أراد أن يزيد في بيت المقدس، فوجد بيتاً قريبـاً من المسجد، وكان هذا البيت ليتيم، فطلبه منه فأبى، فأراد داود أن يأخذه قهراً، فأوحى الله إليه أن أنزه البيوت عن الظلم هو بيتي، فعدل داود، وتركه لصاحبه،
فالعباس نظر إلى عمر، وقال: ألا تزال تريد أن تغلبني على ذلك؟،
فقال له عمر: لا والله
فقال العباس: ومع هذا فقد أعطيتك الدار تزيدها في مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام،
أنا سوف أعطيها لك من عندي تبرعاً، أما أن تغلبني عليها فلا تستطيع، وحذيفة هو القاضي بيننا.
هذا هو سيدنا عمر يا أخوان، وهناك آية قرآنية تقول: ( وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ)
ائتمروا، وهو فعل أمر، ماضيه فيه معنى المشاركة، فممكن أن تنصح زوجتك، ويمكن هي أن تنصحك، ويمكن أنْ تأمرها بأمر، يمكن أن تطلب هي شيئًا منك، فلست إنساناً فوق الناس جميعاً، فنحن نطبّق هذه المشاورة وهذا التواضع وهذا الشعور.
عندما يكون الإنسان حرًّا فإنه ينطلق في تعامله مع الناس من منطلق واقعي، منطلق إنساني، منطلق فيه عدل وفيه إنصاف، وفيه حقوق، وفيه واجبات، والحياة أخذ وعطاء.