الولاء والبراء الركن السادس من أركان الإسلام، كيف؟ الإنسان قبل أن يتكلم، قبل أن يتألم، قبل أن يغضب، قبل أن يناصر، قبل أن يشمت، قبل أن يعادي، قبل أن يبرر، قبل أن يدافع، قبل أن يهاجم، له موقف من جهة ما، فالذي يوالي المسلمين يؤلمه أشد الألم ما يصيبهم، ويفرحه أشد الفرح عندما ينتصرون، يوجد ولاء، تصور ابناً غارقاً في محبة والده سمع من إنسان خبر سيئ يثور، يغضب، ينفي، يرفض، يسأل والده، فإن كان الخبر ليس له أصل طار من الفرح هذا الولاء. الولاء والبراء من أخطر موضوعات الدين، أنت حينما توالي المؤمنين تتألم لألمهم، وتبكي لآلامهم، وحينما ينتصرون أي فئة من فئاتهم حينما تنتصر على عدو متغطرس يفرح، الله عز وجل قال: ﴿غُلِبَتْ الرُّومُ(2)فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ(3)فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ (4)﴾ دقق: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4)بِنَصْرِ اللَّهِ (5)﴾ من هم المؤمنون؟ أصحاب رسول الله فرحوا بنصر من؟ بنصر الروم، من هم الروم؟ أهل الكتاب مشركون، هناك قواسم مشتركة. هناك آية تتعلق بالولاء والبراء: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا﴾ وكأنك عرضت نفسك لعقاب الله، أنت لست منهم يعني هل هناك أم على وجه الأرض في القارات الخمس تفرح لفضيحة ابنتها؟ فإن فرحت هذه ليست ابنتها، ما دامت فرحت بفضيحة ابنتها إذاً نقول لها أنت لست أمها، لو كنت أمها لآلمك فضيحتها. آية ثانية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ِ﴾ لا تواليهم، أنت ممكن تكون في دائرة المدير العام ليس كما تتمنى، هذه علاقة عمل لا شيء عليها، أما أن تقدم له الهدايا، تسهر معه إلى منتصف الليل، تذهب معه نزهة، معنى أنت واليته لك أن تتعامل معه تعاملاً راقياً، تعامل عمل لا تعامل ولاء. قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ يعني إذا أنت مؤمن طاهر، شخص منحرف ألقى أمامك طرفة جنسية قبيحة جداً هل تطرب لها؟ طربك لهذه الطرفة الجنسية الفاضحة يعني أنك تواليه وأنت مثله، ينبغي أن تتألم، أن تنهض من هذا المجلس، الأبلغ من ذلك: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ﴾ .
لا يعني عدم الولاء أن تقاتل دقق: ﴿لَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ﴾ لك جار غير مسلم يمكن أن تهنئه بالمولود، أن تقدم له هدية، أن تزوره، أن تعامله أرقى معاملة. ﴿لَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ(8)﴾ دقق :﴿ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(8)﴾. ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ(9)﴾ التعايش، المواطنة، أعامله، أبيعه وأشتري منه، وأزوره، وأهنئه بالمولود، وأقدم له الهدية ما قاتلني. عندنا أيضاً نموذج آخر والعياذ بالله غير معقول لك ما قاتلك، لك لطيف، يسألك عن صحتك كل يوم، يسلم عليك يجب أن تكفهر في وجهه؟ لا أبداً. النبي عليه الصلاة والسلام وقف لجنازة، فقيل: هذه جنازة يهودي، فقال: أليس إنساناً؟.
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ مترابطون، متعاونون، متآزرون، متناصحون، متباذلون، متسامحون، إن لم نكن كمسلمين صفاً واحداً، إن لم تتألم لمسلم في كندا لست مسلماً، إن لم تفرح لانتصار أخ مؤمن، بالمناسبة دخلنا بمقياس محرج جداً، لك أخ مؤمن أخذ دكتوراه إن لم تفرح له كأنها لك لست مؤمناً، تزوج وتوفق في زواجه، يجب أن تفرح، اشترى بيتاً ينبغي أن تفرح، أسس شركة ونجح ينبغي أن تفرح، فإن آلمك انتصاره وزواجه وشهادته وتجارته فاعلم أنك مع صف المنافقين الدليل: ﴿إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ﴾ ، ﴿وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا﴾ ممكن تمتحن نفسك امتحاناً محرجاً هل تفرح لإخوانك؟ إذا أخوك تزوج ألا تفرح له؟ اشترى بيتاً ألا تفرح له. أنت ما تزوجت ما في مانع لك يوم عند الله عز وجل الله لا ينساك من فضله، لكن أخوك، أنا أقول مجتمع المؤمنين إذا ما كان كتلة واحدة، إذا ما كان أقل واحد منهم يفرح للمجموع، هذا هو الولاء والبراء يجب أن توالي المؤمنين ولو كانوا ضعافاً وفقراء، وينبغي أن تتبرأ من الكفار والمشركين ولو كانوا أقوياء وأغنياء: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾.
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ يتعاونون، يعملون ليلاً ونهاراً، للإيقاع بين المسلمين، جاءنا رئيس أمريكي أحد أكبر بنود زيارته زيارة أسرة الأسير الإسرائيلي، وأحد عشر ألفاً وثمانمئة أسير مسلم عند اليهود ما خطر في باله يزور أسرة واحدة للتوازن: ﴿هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ﴾، هناك سهر، هناك تعاون، هناك تخطيط لإفقار المسلمين، ولإضلال المسلمين، ولإفساد المسلمين، ولإذلال المسلمين، ولإبادة المسلمين، خطط جاهزة، مليون قتيل، مليون معاق، خمسة ملايين مشرد، لا يوجد أحد يتكلم كلمة في العالم، يؤسر شخص تقوم الدنيا ولا تقعد، أرأيتم إلى الولاء والبراء، ترتدي الفتاة ثياب السحاقيات في أمريكا والمدير يمنع هذه الفتاة، يقيم والد الفتاة عليه دعوى يربحها والقاضي يحكم له بمبلغ فلكي؟ والسحاق محرم في كل شرائع السماء، أما طفلة صغيرة وضعت قماشة على رأسها أنا مسلمة، تقوم الدنيا ولا تقعد، الولاء والبراء هم يوالون بعضهم بعضاً: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ . قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾،
شيء اسمه إسلام فكري، إعجاب سلبي، إسلام سكوني، لا يتحرك ولا ينطق بكلمة، ولا يؤيد، ولا يعارض، ولا يوالي، ولا يعادي، يتفرج، يتتبع الأخبار، ويوزع التهم على الناس، لا يتحرك ولا بكلمة، ولا بتأييد، ولا بانتقاد سلبي، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجَرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا﴾ لا يوجد عندنا إسلام سلبي، لا يوجد عندنا إعجاب سلبي.