حقيقة الإسلام وحقيقة الجاهلية في نص حديث النبي عليه الصلاة والسلام :
سأقدم خطبة خطبها صحابي كبير جداً أمام النجاشي حين قال للصحابة : حدِّثونا عن هذا النبي الذي جاء به نبيكم : فَكَانَ الَّذِي كَلَّمَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ : (( أَيُّهَا الْمَلِكُ ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ ، نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ ، وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ ، وَنَعْبُدَهُ ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ ، وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ ))
هذا مضمون دعوة الله .
الإسلام بناء من خمسة قواعد ذو مضمون أخلاقي :
إذا قلنا : بني الإسلام على خمس ، الإسلام أين هو ؟ هذه لا الخمس ، هذه عبادات شعائرية ، أما مضمون الإسلام فهو مضمون أخلاقي ،
(( وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ ، وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ ))
هذا مضمون منهج الله في الأرض ، وما العبادات الشعائرية إلا مناسبات لتلقي الجائزة على العبادات التعاملية ، وما الامتحان إلا مناسبة إلا لعرض قدرة الطالب العلمية التي حصلها في العام الدارسي كله ، والعام الدراسي كله هو العبادة التعاملية ، وساعات الامتحان الثلاث هو العبادة الشعائرية .