بحث

انشقاق القمر معجزه حسيه للنبي قبل الهجرة أثبتها العلم

انشقاق القمر معجزه حسيه للنبي قبل الهجرة أثبتها العلم

بسم الله الرحمن الرحيم

     أيها الإخوة الكرام، بعض الوقائع التي حصلت قبل الهجرة، من هذه الوقائع: انشقاق القمر: الأنبياء مكلفون من قِبل الله عزوجل أن يتحدوا بالمعجزات أقوامهم، لأن المعجزة هي شهادة الله للبشر أن هذا الإنسان الذي أجريت على يده رسول من عند خالق البشر.  وانشقاق القمر معجزة حسية، للنبي عليه الصلاة والسلام، عند عبد الله بن مسعود رضي الله  عنه قال:  ((انْشَقّ القَمَرُ عَلَى عَهْدِ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم شقتين، فقَالَ لَنَا النبيّ صلى الله عليه وسلم: اشْهَدُوا))  وعن أنس رضي الله عنه قال:  ((سَأَلَ أَهْلُ مَكّةَ النبيّ صلى الله عليه وسلم آيَةً فانَشَقّ القَمَرُ بِمَكّةَ مَرّتَيْنِ، فَنَزَلَتْ:   ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ﴾ )). روت واقعة شق القمر على لسان عدد غير قليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن الذي يؤكد هذا أن كتب التاريخ الهندي والصيني تشير إلى حادثة انشقاق القمر، وقد أرَّخوا لها. 

     أيها الإخوة، في محاضرة بكلية الطب بجامعة كرديف، في مقاطعة ونز في غربي بريطانيا، من عدة سنوات قال أحد علماء مصر، وهو متفوق في موضوع الإعجاز العلمي، وجه له أحد الحضور من المسلمين سؤالا عن الآيات في مطلع سورة القمر:  ﴿اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ وهل تمثل هذه الآية ومضة من ومضات الإعجاز العلمي في كتاب الله؟ فأجاب هذا العالم: بأن هذه الواقعة تمثل إحدى المعجزات الحسية التي وقعت تأييداً لرسول الله عليه الصلاة والسلام في مواجهة كفار قريش، وإنكارهم لنبوته عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وأن المعجزات خوارق للسنن، وعلى ذلك إن السنن الدنيوية لا يمكن لها أن تفسر المعجزات الحسية التي جاء بها الأنبياء، ولولا ورودها في كتاب الله، وفي سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ما كان علينا نحن المسلمين أن نؤمن بها،  يقول هذا الأستاذ: وبعد انتهاء حديثي وقف رجل بريطاني من الحضور واستأذن أن يضيف شيئاً على إجابتي، فأذنت له، ثم بدأ بتعريف نفسه، على أن اسمه داوود موسى بدكوك، وأنه مسلم، يرأس الحزب الإسلامي البريطاني، ثم أضاف: إن هذه الآيات في مطلع سورة القمر كانت هي السبب في إسلامه، في أواخر السبعينات من القرن العشرين لأنه ببحث مستفيض في الأديان، كان يبحث بحثاً مستفيضاً عميقاً في الأديان كلها، إذ أهداه أحد المسلمين ترجمة لمعاني القرآن الكريم، وأنه فتح هذه الترجمة لا على التعيين، فإذا الترجمة تترجم تفسير قوله تعالى:  ﴿اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ﴾    طبعاً عدّ هذه خرافة، فلما قرأ هذه الآيات أغلق التفسير المترجم باللغة الإنكليزية، ووضعه في مكان قصي، وانتهى الأمر، غير معقول، -وأكبر خطأ أن تفهم المعجزات بعقلك، لأن عقلك مرتبط بنواميس الكون، والمعجزات في خلق الله تعالى، إن الله على كل شيء قدير- ثم شاء الله تعالى أن يشاهد هذا الإنسان الذي لم يكن مسلماً، الآن مسلم، أن يشاهد على شاشة التلفاز البريطاني (بي بي سي) برنامجاً عن رحلات الفضاء، استضاف فيه المذيع البريطاني المعرف جميس بلاك ثلاثة من علماء الفضاء، وذلك سنة 1978، الآن دققوا، وفي أثناء الحوار كان المذيع ينتقد الإسراف على رحلات الفضاء بإنفاق ملايين الدولارات، فعلماء الفضاء قالوا: المبالغ التي أنفقت على هذه الرحلات كبيرة جداً، إلا أننا انتفعنا بها كثيراً، وبأثناء هذا الحوار جاء ذكر أول رحلة نزل فيها رجل على سطح القمر وقد كلفت أكثر من مئة مليار دولار، وعندئذٍ جلس المذيع يتابع عتابه على هذا الإسراف، فقال العلماء: إن هذه الرحلة قد أثبت لنا حقيقة لو أنفقنا أضعاف هذا المبلغ لإقناع الناس بها ما صدقنا أحد، فسأل المذيع ما هي هذه الحقيقة؟ فأجابوا: إن هذا القمر قد سبق له أن انشق، ثم التحم، الموضوع ليس له علاقة إطلاقاً بالأديان، ولا بالإسلام، ولا بالقرآن، ندوة بين علماء الفضاء الثلاثة وبين مذيع في إذاعة بريطانيا، البي بي سي، وأجابوا أن هذا القمر قد سبق له أن انشق ثم التحم، وأن آثاراً محسوسة تؤيد هذا الحدث قد وجدت على سطح القمر، وقد صورت هذه الآثار إلى الأرض، وعرضت على علماء كبار من علماء الأرض، ومن دون استثناء أثبتوا جميعاً أن القمر كان قد انشق ثم التحم، فقال السيد بلكوك: حينما سمعت ذلك قفزت من الكرسي الذي كنت أجلس عليه أمام التلفاز، وقلت: معجزة تحدث لمحمد قبل 1400 سنة، ويرويها القرآن بهذا التفصيل العجيب يسخر الله من يثبتها للمسلمين في عصر العلوم والتقنية الذي نعيشه، ويرصد هذا المبلغ الكبير؟! لا بدأن يكون هذا الدين حقاً، وعدت إلى ترجمة معاني القرآن الكريم أقرأها بشغف شديد، وكانت آيات افتتاح سورة القمر هي السبب المباشر لقبولي الإسلام ديناً، لذلك قال تعالى:  ﴿سَنُرِيهِمْ﴾ من المتكلم؟ هو الله، من المخاطب؟ المؤمنون، يتحدث عمن؟ عن الكفار.  ﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾. 



المصدر: فقه السيرة النبوية - الدرس : 35 - الوقائع التي حصلت قبل الهجرة