بسم الله الرحمن الرحيم
بعض شمائل النبي صلى الله عليه وسلم، من آدابه العامة صلى الله عليه وسلم
- وقاره العظيم: كان عليه الصلاة والسلام أشد الناس وقاراً، وأعظمهم أدباً، وأرفعهم فخامةً وكرماً، قال أحد الصحابة: أوقر الناس في مجلسه لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه. (( .... دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَلأْنَا الْبَيْتَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ لِجَنْبِهِ فَلَمَّا رَآنَا قَبَضَ ... )) فالنبي الكريم وهو سيد البشر لما جاءه أصحابه رفع رجليه، حتى أنه قيل ما رئي ماداً رجليه قط في حياته.
- يقدم كبير القوم في الكلام: وكان عليه الصلاة والسلام يقدم كبير القوم في الكلام وذلك من باب التكريم، وحفظ المراتب، وتنويل الناس منازلهم. (( ... فَانْطَلَقُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ انْطَلَقْنَا إِلَى خَيْبَرَ فَوَجَدْنَا أَحَدَنَا قَتِيلاً فَقَالَ: الْكُبْرَ الْكُبْرَ .... )) أي ليتكلم أكبركم، كان يعرف لكل إنسان مكانته، كان يقول: (( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا )).
- تكريمه لأهل الفضل: وأما تكريمه أهل الفضل فقال عليه الصلاة والسلام: (( البركة مع أكابركم )) أي بالعصر الذي زعزعت مكانة الكبراء ضاع الناس، الناس بأكابرهم، يقول عليه الصلاة والسلام: (( لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ )) رسول الله كيف عامل عمه العباس، هو رسول الله: (( عن ابن عباس عن أمه أم الفضل أن العباس أتى النبي صلى اله عليه وسلم فلما رآه قام إليه- رسول الله قام إليه - وقبّل ما بين عينيه ثم أقعده عن يمينه ثم قال: هذا عمي فمن شاء فليباهي بعمه )). خطب عمر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد لوالده، يعظمه ويفخمه ويبر قسمه. ويقول عليه الصلاة والسلام: (( إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ )).
- سره وعلانيته سواء: موقف واحد تركتكم على بيضاء نقية ليلها كنهارها، شيء معلن، شيء غير معلن لا يوجد، شيء للاستهلاك، شيء حقيقي، تمثيل لا يوجد، تزييف لا يوجد، دجل لا يوجد، الشيء الذي يقوله يفعله، والشيء الذي يفعله يقوله، وما في نفسه على لسانه وما يقوله في قلبه. (( عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ قَالَ دَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالُوا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَدِّثِينَا عَنْ سِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: كَانَ سِرُّهُ وَعَلانِيَتُهُ سَوَاءً ثُمَّ نَدِمْتُ فَقُلْتُ: أَفْشَيْتُ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ أَخْبَرَتْهُ فَقَالَ: أَحْسَنْتِ )).
- المشاورة: علمنا النبي الكريم المشاورة العلماء استنبطوا حكمة المشاورة، منها تطيب نفوس أصحابه حتى إذا دخلوا في ذلك الأمر ومضوا فيه يكون هذا عن طيب نفوسهم واختيارهم، فالمشاورة لها فوائد كبيرة، والنبي عليه الصلاة والسلام حثنا عليها، وأمرنا بها.