بحث

آدابِهِ صلى الله عليه وسلم مع جلسائِهِ

آدابِهِ صلى الله عليه وسلم مع جلسائِهِ

بسم الله الرحمن الرحيم

     الحديث عن سيرته صلى الله عليه وسلم مع جلسائِهِ وآدابِهِ معهم.  

  • دائم البِشر: قال الحُسين رضي الله عنه: سألت أبي علي رضي الله عنه عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في جلسائِهِ فقال:  كان عليه الصلاة والسلام دائِمَ البِشرِ أي أنَّ الابتسامة اللطيفة لا تُفارق مُحيّاه، والابتسامة عملٌ صالح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  تبسُمُكَ في وجهِ أخيكَ صدقة . 
  • سهل الخلق: أي لا يُحبُ المشاحنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  (( غَفَرَ اللَّهُ لِرَجُلٍ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ سَهْلا إِذَا بَاعَ، سَهْلا إِذَا اشْتَرَى، سَهْلا إِذَا اقْتَضَى )) ليسَ عنيداً، ليس مشاحناً، ليسَ قاسياً، أميل إلى اللين. ليّنَ الجانب أي من عامله أحبه، قيلَ في النبي عليه الصلاة والسلام: " من رآه بديهةً هابَهُ ومن عامله أحبَهُ ". 
  • متواضع يأنس به الصغير، ويسعد به الكبير، ويستعظمه العظيم، ويُحبه القريب، ويشتاق له البعيد. 
  • ليس بفظ  ولا غليظ: قال الله تعالى:  ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ...﴾. مرةً  قال لصحابي: أبشر بدخول الجنة، فقال الثاني: وأنا؟ الثاني أحرجه، الأول في مستوى الجنة، فقال له: سَبَقَكَ بِها عُكاشة، جواب بمنتهى اللُطف.  
  • ليس بصخّاب: ولا صخّابٍ، أي هناك أُناس صوتهم مرتفع يُسمى عِندَ العوام على الموجة العالية، الصوت المنخفض سُنّة نبوية: قال تعالى:  ﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾.
  • ليس بفحّاش: النبي الكريم رأى أحد بناته أو أحد نسائه ترتدي ثوباً رقيقاً فقال: لا تلبسي هذا الثوب إنه يصفُ - ماذا يتكلّم عليه الصلاة والسلام؟ أي شيء يذكره عن المرأة يُثير- إنه يصفُ حجمَ عظامِكِ، انظر لكلمة عظام هل تُحرَك شيئاً... الإسلام كله حياء.  
  • ليس بعيّاب: هنالك شخص لا همَّ له إلا أن ينتقد، أينما وقع بصره ينتقد، هذا الإنسان لا يوجد عنده لباقة. 
  • ليس بمشاحن ولا مدّاحٍ:
  • ليس بمزّاح: " من كثر مزاحُهُ قلّت هيبته " ليس معنى ذلك أنَّ المُزاح حرام، كان عليه الصلاة والسلام يمزحُ ولا يمزحُ إلا حقاً، مرةً أمسكَ بأحد أصحابِهِ من وراء ظهره،  وقال: من يشتري هذا العبد؟ فقال هذا الصحابي: إذا تجدني كاسداً؟ فقال عليه الصلاة والسلام: أنت عندَ الله لستَ بكاسد. 
  • يتغافل عما لا يشتهي: في مجلسه صحابي تكلّم كلمة كان يجبُ ألاّ يقولها فلا يُعلّقُ عليها، يتغافل عنها كأنه لم يسمعها،  لا تحمروا الوجوه ، لا تُحرج الناس.  
  • لا ييئس منه راجيه: أي إذا رجاه إنسان كان موطن راجيه، ولا يخيبُ فيه راجيه.  
  • يترك المراء والإكثار وما لا يعنيه: قد تركَ نفسه من ثلاث: من المِراء   والإكثار، كان عليه الصلاة والسلام لا يتحدث عن نفسهِ إطلاقاً، وما لا يعنيه.  
  • لا يذمُّ أحداً ولا يعيبُهُ ولا يطلبُ عورته:   وتركَ الناسَ من ثلاث: لا يذمُّ أحداً، ولا يعيبُهُ، ولا يطلبُ عورته..  
  • لا يتكلّمُ إلا فيما رجى ثوابُهُ: وقال العلماء: كل ما سِوى الله لهوٌ. 
  • إذا تكلم أطرق جلساؤه: وإذا تكلّم أطرقَ جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، كان له هيبةً شديدة ومحبة فإذا سكتَ تكلّموا، حيث أنه يتكلم فالكل له مستمعون، فإذا سكت تكلّموا لا يتنازعون عنده الحديث، من مكانته العليّة عند أصحابِهِ لا يتنازعون عنده الحديث، ومن تكلّمَ عِنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أولهم.  
  • يضحك مما يضحك منه أصحابه:  
  • يتعجّب مما يتعجب منه أصحابه ويصبر للغريب على الجفوة: أحد الاعراب قال: اعدل يا مُحمد، قال: ويحك من يعدل إن لم أعدل؟ أي عليه الصلاة والسلام تحمله،  أحدهم قال له: أعطني مما أعطاكَ الله فأعطاه وسأله هل أحسنت إليك؟ فأجاب لا أحسنت ولا أجمِلت، فأصحابه الكِرام كادوا يثبون عليه فقال لهم النبي: دعوه لي، أخذه إلى البيت وزاده عطاءً وسأله هل أحسنتَ إليك؟ فأجاب نعم أحسنتَ وأجملت، فقال له النبي: لقد سألتنا فأعطيناك فقُلت ما قُلت وفي نفسِ أصحابي شيء فإذا خرجت لعندهم الآن فقُل لهم مِثلَ ما قُلتَ لي، خرجَ النبي مع هذا الأعرابي وقال: إنَّ هذا الرجل جاءنا فسألنا فأعطيناه، فقالَ الذي قال فلمّا زِدناه رضي، أكذلك يا أعرابي ؟ قال: نعم أحسنتَ وأجملت وانصرف، قال: مَثَلَي ومَثَلُ هذا الأعرابي كمَثَلِ رجل له ناقةٌ شردت منه فجعَلَ أصحابَهُ يتبعونها حتى زادوها شروداً فقال: خلّوا بيني وبينها، فطلبها وأعطاها بعض خشاش الأرض إلى أن لانت، فقال لو تركتكم وشأنكم لهلكتُم وهَلَكت .. أثناء الصلاة عطس فقال له الآخر: يرحمكم الله، فأصحاب رسول الله ضربوا على أرجلِهم فخاف هذا الرجل وبقي بخوف شديد حتى انتهت الصلاة طلبه الرسول عليه الصلاة والسلام وقال له:  إنَّ هذا الكلام لا يصحُ في الصلاة، فقال هذا الأعرابي فوالله ما رأيت معلماً أحكمَ منه والله ما كرهني ولا نهرني. فلذلك كان عليه الصلاة والسلام يصبر للغريب على الجفوة في منطقِهِ ومسألتِهِ حتى إن كان أصحابهُ ليستجلبونهم ويقول: إن رأيتم طالِبَ حاجةٍ فأرسلوه.  
  • لا يقبل الثناء إلا من مُكافئ : إنسان سفيه يمدحه لا يرضَ ذلك، لأنَّ مدح السفيه إهانة.  
  • لا يقطع على أحدٍ حديثه:   قال: وتراه يُصغي للحديثِ بسمعِهِ وقلبِهِ ولعلّه أدرى بِهِ حتى يجوز – أي يجاوز الحق - فيقطعه بنهيٍ أو قيام. 


المصدر: موضوعات فقهية متفرقة - الدرس : 21 - مسالك الشبهات - شمائل النبي صلى الله عليه وسلم.