بحث

الأخوة في الإسلام

الأخوة في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

     خلق الله الناس من ذكر وأنثى، وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا، وجعل طاعته المرجح الوحيد بين خلقه، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها: ((يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنْ النَّارِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكِ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا))  وقال صلى الله عليه وسلم: ((وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ)) . و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لسيدنا سعد بن أبي وقاص، وسيدنا سعد بن أبي وقاص صحابي جليل، هو الصحابي الوحيد الذي قال له النبي يوم أحد: ((ارْمِ سَعْدُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي)) ، وهو الصحابي الوحيد الذي إذا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم حيّاه وداعبه، وقال له: ((هَذَا خَالِي فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ)) ، هذا الصحابي الجليل ذاته، قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: << يا سعد، لا يغرَّنَّك أنه قد قيل: خال رسول الله، فالخلق كلهم عند الله سواسية، ليس بينهم وبينه قرابة إلا طاعتهم له>> . لو أن رجلاً عاصر النبي صلى الله عليه وسلم، واستطاع بذكاء حاد وحُجة قوية، وطلاقة لسان أن ينتزع من فم النبي صلى الله عليه وسلم حكماً في خصومة لصالحه، وهو ليس محقاً لا ينجو من عذاب الله، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِي عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلَا يَأْخُذْهُ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ)) فالشريعة عدل كلها، مصالح كلها، رحمة كلها، فكل قضية خرجت من العدل إلى الجور، ومن الرحمة إلى القسوة، ومن المصلحة إلى خلافها، فليست من الشريعة ولو أدخلت عليها بألف تأويل وتأويل.  

     الناس مهما اختلفت أعراقهم، وبيئاتهم، ومستوياتهم، وأحوالهم هم من طبيعة نفسية واحدة، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ﴾ ، ولهم فطرة واحدة، قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ ولهم جبلة واحدة، فقد ورد في الحديث القدسي: ((يا داود، ذكر عبادي بإحساني إليهم، فإن النفوس جُبلت على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها)) ، فمن لوازم هذه الخصائص المشتركة التي يلتقي عندها بنو البشر أن تسود الأخوة الإنسانية فيما بينهم، لكن الناس وحينما تتحكم أهواؤهم في تصرفاتهم، وتحملهم شهواتهم المستعرة على أخذ ما ليس لهم من أموال الناس، والعدوان على أعراضهم، وتأتي قوى الشر، وعلى رأسها الشيطان لينزغ بينهم، ويوقع العداوة والبغضاء فيما بينهم، عندها تنعدم الأخوة والتعاون، ليحل محلها فيهم العداوة والبغضاء والعدوان. لقد جاء التشريع الإلهي؛ إنْ في الكتاب أو في السنة يحضُّ على الحفاظ على هذه الأخوة الإنسانية، والعمل على تنميتها منطلقاً من وحدة البنية النفسية لبني البشر، ومن أن الإنسان يتكامل في حاجاته الأساسية والثانوية مع أخيه الإنسان، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)) وحتى يكره له ما يكره لنفسه، وقد ذكر بعض شُرَّاح الحديث أن كلمة أخيه في الحديث لم تُقيد بصفة تحدُّ إطلاقها، والمُطلق في النصوص المحكمة على إطلاقه. إذاً فالأخوة التي قصدها المصطفى صلى الله عليه وسلم هي الأخوة الإنسانية، ويؤكد هذا قوله الآخر: ((الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللهِ، وَأَحَبُّهُمْ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ)) .

     أما أخوة الإيمان فهي أصل من أصوله وألزم لوازمه، والمظهر الصارخ له، فقال جلَّ من قائل: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾  و "إن" في صدر الآية تفيد تأكيد الأخوة بين المؤمنين، و "إنما" أداة قصر وحصر، تفيد أن المرء ما لم يشعر بالانتماء لمجموع المؤمنين، وما لم يشعر بالأخوة الصادقة بينه وبينهم فليس مؤمناً كامل الإيمان، والمؤمنون في الآية إخوة، وليسوا إخواناً، أي أن العلاقة بينهم ترتقي إلى أمتن علاقة، وهي أخوة النسب، بل تفوقها في أكثر الأحيان، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (رب أخ لك لم تلده أمك) أما العداوة، والبغضاء، والتنافس، والحسد فهي علاقات مَرَضية بين المؤمنين، يجب إصلاحها، لذلك قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.  والبيان الإلهي نهى عن كل ما يُقوّض هذه الأخوة بين المؤمنين فنهى عن السخرية، والتنابز بالألقاب، وسوء الظن، والتجسس، والغيبة فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ ، والبيان النبوي نهى أيضاً عن أسباب العداوة والبغضاء والتي تُضعف الأخوة بين المؤمنين أو تهدمها، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَخُونُهُ، وَلَا يَكْذِبُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: عِرْضُهُ وَمَالُهُ وَدَمُهُ، التَّقْوَى هَا هُنَا، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْتَقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ)) . ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تعاطي أسباب العداوة والبغضاء، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا)) . بل إن الشيطان حينما ييأس أن يُعبد غير الله في الأرض يتجه إلى التحريش بين المؤمنين، وإيقاع العداوة والبغضاء، وقد نُدهش حينما نرى النبي صلى الله عليه وسلم يُبين أن فساد الأخوة بين المؤمنين هي من الخطورة حيث تُفسد عليهم دينهم، وتقطع صلتهم بربهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إِيَّاكُمْ وسُوءَ ذَاتِ البَيْن، فَإِنَّهَا الحَالِقَةِ)) . ولم يكتف التشريع الإسلامي بالنهي عن كل ما من شأنه أن يُضعف الأخوة الإيمانية أو يُقوضها، بل أمر بكل ما من شأنه أن يُرسخ الأخوة الإيمانية، ويمتنها، وينميها، ويطورها:  

  •      إفشاء السلام: فقد أمر الشارع الحكيم بإفشاء السلام، فقال عز وجل: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ)) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ))
  •      عيادة المريض وتفقّد أحواله: ومما أمر به الشارع الحكيم ترسيخاً للأخوة الإيمانية، وتمتيناً لأواصرها؛ عيادة المريض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ، وَفُكُّوا الْعَانِيَ)) ويلحق بعيادة المريض، تفقد أحواله، وتعهده، والتلطف به، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: ((يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ...)) وإضافة المرض إلى ذاته تعالى تشريف للمريض، وتطييب لقلبه، وكلمة وجدتني عنده تشير إلى أن العبد إذا سُلب الصحة مُنح السكينة والقُرب.  
  •      إجابة الدعوة: ومما أمر به الشارع الحكيم ترسيخاً للأخوة الإيمانية، وتمتيناً لأواصرها: إجابة الدعوة، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ دُعِيَ فَلَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ)) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ))
  •      النصح لكل مسلم: ومما أمر به الشارع الحكيم ترسيخاً للأخوة الإيمانية، وتمتيناً لأواصرها: النصح لكل مسلم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قَلْنا: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ، وَكِتَابِهِ، وَرَسُولِهِ، وَأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَامَّتِهِمْ)) .
  •      الإحسان إلى الإنسان: وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم تمتيناً لهذه الأخوة، أن نرحم الصغير، ونوقر الكبير، وأن نُعين الضعيف، وأن ننصر المظلوم، وأن نكظم الغيظ، وأن نعفو عن الناس، وأن نُحسن إليهم. النبي الكريم  أمر بكل ما يقوي ونهى عن كل ما يُضعف الأخوة الإيمانية وكان قدوة في ذلك.  

     مُجمل القول أن النبي صلى الله عليه وسلم فضلاً عن أنه نهى عن كل ما من شأنه أن يُضعف الأخوّة الإيمانية أو يقوضها، وأمر بكل ما من شأنه أن يُمتِّن أواصر هذه الأخوّة. فضلاً عن كل ذلك كان الني صلى الله عليه وسلم قُدوة لأصحابه في حياته ولأمته من بعده، ففي موقعة بدر كانت الرواحل قليلة، فقال صلى الله عليه وسلم: ((كل ثلاثة على راحلة وأنا وعلـي وأبو لبابة على راحلة ، فلما جاء دور النبي صلى الله عليه وسلم في المشي توسَّل صاحباه أن يبقى راكباً فقال صلى الله عليه وسلم: ما أنتما بأقوى مني على السير ولا أنا بأغنى منكما عن الأجر)) وحينما أراد أصحابه أن يعالجوا شاة قال أحدهم: عليَّ ذبحها، وقال آخر: وعليَّ سلخها، وقال ثالث: وعلي طبخها، فقال صلى الله عليه وسلم: " وعليَّ جمع الحطب "، فقال أصحابه: نكفيك ذلك.. قال: ((أعلم ذلك، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه))



المصدر: الخطب الإذاعية - الخطبة : 23 - الأخوة الإيمانية - الجانب العملي للأخوة الإيمانية.