في القرآن الكريم آيات صاحب الفتنة العدو اللجوج يتخذها حجة للنيل من الإسلام.
حد السرقة:
الآن معظم بلاد العالم، المشكلة الأولى هي السرقة، بعض الإحصاءات الفيدرالية في أمريكا في كل ثلاثين ثانية ترتكب جريمة سرقة، أو قتل، أو اغتصاب، كل ثلاثين ثانية، أما حينما تقطع اليد ينجو مجتمع بأكمله من السرقة.
في بلد إسلامي يوم كان يطبق هذا الحكم الصراف في أيام الحج يضع العملات الباهظة في صندوق خشبي، ويدخل ليصلي، من يجرؤ أن يأخذ شيئاً منها؟
وَاضْرِبُوهُنَّ:
امرأة نشزت، أي اتجهت إلى غير زوجها، بداية خيانة زوجية، ولها أولاد من هذا الرجل، وهي يتيمة لا أب لها ولا أم يردعها، وبإمكان الزوج أن يطلقها، أو أن يفضحها، أو أن يطردها وهي أم أولاده، فإذا أدبها وأبقاها زوجة له، وتابت على يديه، أيهما أفضل؟ لكن الطرف الآخر ينال من الإسلام بكلمة: الآية: أولا ً: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ﴾ ثم ﴿وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾.
المرأة شهادتها بنصف شهادة الرجل:
المرأة شهادتها بنصف شهادة الرجل، لكن المرأة وحدها ممكن أن تدخل مليار وثلاثمئة مليون مسلم في ثاني أكبر عبادة، وهي الصيام بشهادتها وحدها أيهما أبلغ؟ والمرأة التي تولد، إن أنجبت المرأة مولوداً ذكراً إذا بكى هناك مسألة مواريث، وإن لم يبكِ فهناك مسألة مواريث أخرى، قد يدع الأب مليارات أو ملايين، فإذا بكى هذا الطفل الذي ولد، ومات يرث ويورث، وإن لم يبكِ فلا يرث ولا يورث، فبينما تعطى المرأة شهادة وحيدة في موضوع الإرث، وفي موضوع رؤية الهلال، وفي موضوعات نسائية كثيرة جداً، لكن في جرائم جنسية، في قضايا مالية، هي هذه الموضوعات لا تهتم لها، فالشارع أعفاها من أن تكون وحدها مسؤولة حول هذا.
المحكم والمتشابه:
هناك آيات في القرآن الكريم يستطيع الطرف الآخر أن يتخذها حجة لينال من هذا الدين، مثال: أعط فلان 1500 درهم، هذا الأمر لا يحتاج إلى تفسير، ولا إلى تأويل، ولا يختلف في العالم العربي ممن ينطقون بلغة الضاد، اثنان في معنى هذا النص أعط فلاناً 1500 درهم، أما إن أردت أن أمتحن شخصين الأول كريم، والثاني بخيل أعطيت أمراً لهما أعط فلاناً ألف درهم، ونصفه، فالبخيل يرجع الهاء على الدرهم، يقول لك ألف ونصف درهم، والكريم يقول لك يرجع الضمير على الألف لأنه سبق 1500، فهذا النص احتمالي يمتحن به الناس. آيات في القرآن الكريم هدفها الامتحان، فالمؤمن يرى الوجه الإيجابي لها يرتاح، لكن غير المؤمن يتخذها تكة لينال من هذا الدين إذاً: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ يعني من جانب تشبه الحق، ومن جانب آخر تشبه ما لا يرضي الذوق العام عند الناس. ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾ الوجه الآخر: ﴿ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾ مثلا: يقول لك: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ فالمنحرفون أخلاقياً يتخذون هذه الآية حجة لسلوكهم الشائن مثلاً، ليس هذا هو المعنى إطلاقاً، الله عز وجل يقول: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ المنحرف والعاصي يتخذ هذه الآية حجة على أن هذا الفجور خلقه الله في الإنسان لا، فطر هذه النفس فطرة سليمة بحيث لو فجرت علمت أنها فجرت ذاتياً، هذه الفطرة. إذاً: في القرآن آيات متشابهات أراد الله عز وجل منها أن يمتحن الناس، يمتحن حسن ظنهم، يمتحن ولاءهم، يمتحن فهمهم العميق، أو أن يكشف حقدهم، أو بعدهم عن حقيقة هذا الدين. ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾ أي: يفتنوا الناس عن دينهم. ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ وَإنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما مُشْتَبِهاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهاتِ اسْتَبرأ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ في الشُّبُهاتِ وَقَعَ في الحَرَامِ كالرَّاعي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أنْ يَرْتَعَ فِيهِ، ألاَ وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمىً، ألاَ وَإنَّ حِمَى اللَّهِ تَعالى مَحَارِمُه)). حكمة الله تتجلى أن في القرآن آيات متشابهات، هذا المتشابهات العلماء الراسخون بالعلم يعرفون وجهها الإيجابي، لكن أعداء الدين يتخذونها حجة للنيل من هذا الدين، والله عز وجل أرادها أن تكون كذلك: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ... ﴾ وأما المعنى المخالف، وأما الذين في قلوبهم يقين وإيمان وولاء ومحبة لهذا الدين فيرون وجهها الإيجابي. أنت حينما ترى رجلا يضرب طفلا، قد يكون رجلا جبارًا، ظالم وقد يكون هذا الرجل أباً لهذا الطفل، والطفل ارتكب سرقة، وحرص الأب على أخلاق ابنه دفعته إلى تأديبه، العمل متشابه، يشبه إنسانًا جبارًا حاقدًا، ويشبه إنسانًا أبًا رحيمًا، الآن ما يجري في العالم من زلازل أحياناً، من فيضانات، من خسوف أحياناً، من جفاف، من مصائب، من اجتياح، من حروب أهلية، في الظاهر قسوة بالغة، لكن المؤمن يعلم علم اليقين أن هذا لخير العباد لا في دنياهم بل في أخراهم.