قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان
المؤمن القوي القوي كلمةٌ واسعة، فقد تعني أنه ذو بنيةٍ قوية، لأن المؤمن القوي في بنيته يستطيع أن يؤدي العبادات التي فرضها الله عليه، يستطيع أن يقوم بالنوافل، يستطيع أن ينفع الناس، أن يعينهم، فالقوة إذا سُخِّرت في الإيمان ما أروعها، النبي عليه الصلاة والسلام لم يفصل القوة عن الإيمان، إذ لو انفصلت لكانت القوة أداة شر، وأداة تدمير، والقوة منوَّعةٌ، العلم قوة، أن يكتفي ذاتياً هذه قوة، المال قوة، أن تكون في مكان مهم هذه قوة، والصحة قوة، وأن تكون لك سمعة طيبة هذه قوة، فالقوة مطلقة وليست مقيدة لكن القوة وحدها مدمِّرة، القوة تنفع إذا أضيفت إلى الإيمان، الإيمان قيد. فالمحرك قوة أما الأخلاق مقود، محرك من دون مقود دمار، فالقوة محرك لكن العلم والأخلاق مقود، تنجو من كل كارثة بالعلم والحكمة،
المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف فالإنسان الضعيف ربما تجاوز الناس عليه، ربما تطاولوا عليه، ربما أخذوا حقه وهو ضعيف، مسكين، مستسلم. فالمؤمن لابد من أن يكون متفوق، إذا كان المحل التجاري فوضوي، والبضاعة فوضوية، الميزان عليه سماكة من الغبرة، ما هذا التاجر؟ أذن الظهر على الجامع، هذه الصلاة لا تتناسب مع القذارة، إذا كان المحل منتظم، مرتب، منظم، كل شيء مصفوف. يعني إذا أنت كنت تاجر، لا تنتزع إعجاب الآخرين إذا كانت تجارتك متخلفة، بضاعتك لم تحسن انتقاءها، أسعارها غالية، توضيبها غير جيد، فيها أخطاء كثيرة، تجد هذا يرجع لك البضاعة، وهذا يعاتبك، وهذا يلومك، وهذا يسخر من بضاعتك، فإذا كنت بالتجارة يجب أن تكون في القِمة. إذا كنت بالصناعة كذلك، إذا كنت موظف دوامك، إنجازك لأعمالك، بالمحاماة، بالطب، طبيب في عليه أخطاء كثيرة، غير مهتم بتطوير معلوماته، معلوماته قديمة، لا يفتح ولا كتاب ويقرأه، تكون الأدوية تطورت، والأبحاث تطورت، الناس ينفضوا من عنده، أخي مؤمن، فهل يكون المؤمن كسلان؟ المؤمن قوي، المؤمن يعد لكل شيءٍ عُدَّته، كيف كان النبي في الهجرة؛ استأجر خبير، اختفى في غار ثور، إنسان جاء بالمعلومات، إنسان محا الآثار، إنسان جاءه بالزاد، ما في ثغرة إلا غطَّاها، هذه القوة، قوة تدبير، قوةٌ في التدبير، قوةٌ في التصريف، قوةٌ في كل شيء. لو إنسان كسب مال، المال قوة، تعطف على أرامل، تعطي أيتام، تقدم للفقراء مساعدات، صار عندك قوة، المال قوة، معك شهادة عليا، معه كذا، معه كذا، إذاً العلم قوة، إما معك مال، أو قوة، أو منصب، أو شيء تتميز فيه . يعني أنت بالمال قد تصل إلى درجات عُليا في الجنة؛ هذا عاونته، وهذا فرجت همه، وهذا دينته، وهذا المشروع ساهمت فيه، وهذا المستوصف ساهمت فيه، المال قوة، ما كان معك مال علم، تعلم وعلِّم، العلم قوة، وصلت لمنصب رفيع هذا المنصب قوة تُعين الضعيف، فالمؤمن لا يكن متخلف، في الصف الأخير، يجب أن تكون في الصف الأول في كل مجال.
احرص على ما ينفعك بعد تأمل وتدبر ترى أن هذه الدنيا فانية، والذي ينفعك هو العمل الصالح، أما المظاهر لا قيمة لها، فإذا تضاربت هذه المظاهر مع ما ينفعك، فضحي بها، دعيت إلى نزهة فيها معصية لله، أخي أخجل أن أقول لهم لا، لاَ لا تخجل احرص على ما ينفعك ينفعك ما تكون بهذه النزهة، ينفعك ما تكون بهذه السهرة، ينفعك ما تشتغل بهذه التجارة، هذه البضاعة غير رائجة جداً وأرباحها طائلة لكن فيها معصية، احرص على ما ينفعك، ينفعك أن تطيع الله عزَّ وجل، ينفعك أن تكون عند الأمر والنهي، ينفعك أن يجدك الله حيث أمرك، وأن يفتقدك حيث نهاك، هذا الذي ينفعك. فالمظاهر الاجتماعية، والإتكيت إن صح التعبير، وهذه الأشياء التي يسعى إليها الناس اجعلها وراء ظهرك.
واستعن بالله ولا تعجز أنت لما تكون طموح، وترى أن الأمر صعب، أو فوق طاقتك، فهذا كلام فارغ، الله معك، بالدراسة قل: يا رب. تأخذ أعلى الشهادات، بالتجارة قل: يا رب. الله يوفقك. الأمر بيد الله عزَّ وجل، لأنه بيده استعن بالله، لا تعجز لا تقل: هذه فوق طاقتي، لا تيأس، لا تستسلم، لا تنهار معنوياتك. . قال الله تعالى: وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ربنا عزَّ وجل يحب الجَسور، الجريء، المِلْحَاح، الإنسان أحياناً يكون قبل معرفة الله عزَّ وجل يكون له عمل لا يرضي الله عزَّ وجل، بعمل، ببضاعة، بطريقة تعامل، عليه أن يغير ذلك رغم صعوبة الأمر، وألا يقول ذلك مستحيل، عليه أن يستعين بالله ولا يعجز.
وإن أصابك شيءٌ فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا الغي كلمة (لو) من قاموسك، لو ما أخذنا هذه الصفقة ما كنا فلسنا، لو ما عملت ما كان صار، هذه (لو) ألغيها، لأن الله عزَّ وجل إذا أراد شيء وقع وإذا وقع أراده الله، انتهى الأمر، ما في (لو) عندنا، هذه (لو) تدمر، لا تقل (لو)، لا يقولها مؤمن.
ولكن قل قدر الله وما شاء فعل في رب حكيم عالم، أعماله كلها وفق الحكمة، والرحمة، والعدل، استسلم. قال الله تعالى: وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لا تتمنى لو كنت ابن فلان، انظر ابن فلان نزل من بطن أمه غني، أقام له بيت، ووضع له حصة بالمعمل، هذا كلام الناس كلام فارغ، كلام يسبب متاعب للإنسان، كل هذا ألغيه، هذا الحديث إذا نحن طبقناه تماماً ما في عندنا مشكلة، ترضى ... لو كان لوني أفتح قليلاً ، خليك على أغمق قليلاً، سيدنا خالد ما كان فاتح ولكنه كان غامق لكنه كان بطلاً .
فإن كلمة (لو) تفتح عمل الشيطان هذا الحديث مهم جداً يجب أن يكون أمام أعينكم، ترتاح أعصابك، ترتاح خواطرك، ترتاح نفسك من التشهي، ومن الحرمان، من التمني، التمني والتشهي والحرمان كل هذا انتهى.