بحث

الرؤية الصحيحة أساس صحة العمل

الرؤية الصحيحة أساس صحة العمل

بسم الله الرحمن الرحيم

الرؤية الصحيحة أساس صحة العمل:  

      أيها الأخوة الكرام، الواحد منا يأتي إلى الدنيا وهو لا يعلم شيئاً، قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئاً﴾   

      ويخرج منها بعد عمر مديد وهو لا يعلم إلا القليل، ويجهل الكثير الكثير، وهو بين القدوم النضر المتفتح، والأفول الذابل الواهي، هذا شأن البشر جميعاً، ويبذل الكثير من الجهد، ويلاقي الكثير من العناء في سبيل امتلاك رؤية صحيحة، لأن العمل سببه رؤية، فإن كانت الرؤية صحيحة كان العمل صواباً، وإذا كان صواباً سعدت بعملك في الدنيا والآخرة.  

      وإذا كانت الرؤية غير صحيحة جاء العمل غير صحيح، فشقي الإنسان في الدنيا والآخرة، أين البطولة إذاً؟ أن تملك رؤية صحيحة، الرؤية تسبق العمل، هذا الذي يسرق ماذا رأى؟ رأى أنه يأخذ مالاً كثيراً بلا جهد، وغاب عنه أنه سيحاسب ويلقى في السجن، والذي يقتل ماذا رأى؟ رأى أنه بهذا القتل يفوز فوزاً عظيماً، فإذا به بعد أيام يعلق على حبل المشنقة، أين المشكلة؟ الرؤية، إما أن تملك رؤية صحيحة تنقلب إلى عمل صحيح، فتسلم وتسعد به في الدنيا والآخرة، أو ألا تملك رؤية صحيحة فيأتي العمل منحرفاً، فيه عدوان، أو فيه إثم، ويشقى فيه الإنسان في الدنيا والآخرة، لذلك سيدنا حذيفة رضي الله عنه قال مرة: (( كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ أقع فيه ))  



المصدر: خطبة الجمعة - الخطبة 1163 : خ1 - الرؤية الصحيحة أصلاً في صحة العمل ، خ 2 - التفريق بين قضاء الله والتقصير