بحث

التأدب بآداب الإسلام

التأدب بآداب الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

التأدب بآداب الإسلام: 

      أنت بعت صحوناً، أخي هذه الصحون يا ترى يريد أن يضع فيها مستلزمات المشروب؟  

      هذا ليس شغلك. 

      أنت بعت صحوناً، صحون يوضع بها طعام، هناك شخص يدقق بشكل مزعج. 

      الإنسان إذا دخل المسجد، و رأى إماماً، يسأل : أخي هذا الإمام ورع؟  

هذا ليس شغلك، صلِّ وراء كل بر وفاجر. إذا تعرفه فاجراً سلفاً فلا تصلِّ وراءه، أما دخلت إلى المسجد فصلّ من أجل وحدة الصف. 

      إنسان وضع لك طعاماً، يا ترى هل ماله حلال؟  

      إذا قلت له: مالك حلال يجوز أن ينفر منك، إن قلت له: أنا لا أعرف هل دخلك حلال أم حرام؟ يعمل معه تحقيقاُ من أجل لقمتين، حل عنه لا يريد أن يطعمك. 

      النبي الكريم كان رقيقاً، قال صلى الله عليه وسلم :  (( إِنِّي لَمْ أُؤمَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ )) 

      كان بعض الأصحاب مع سيدنا عمر في البادية، وجدوا ماء يريدون أن يتوضؤون منه،  

      قال : يا صاحب الماء هل ترد الوحوش هذا الماء؟  

      قال سيدنا عمر :  يا صاحب الماء لا تخبرنا، أي ماء موجود، ونظيف، وطاهر 

      إذا كنت تريد أن تتبع الأمور لأقصاها صار هذا تعنتاً.  

      الإنسان يجب أن يتأدب بأدب الإسلام، هناك شخص يحل غلاظته على الناس باسم الدين، أنا من أجل أن أتحقق، من أجل أن أدقق وأتقصى الحلال، أنت تقصى الحلال بشكل لطيف ليس بشكل مزعج للناس، لئلا يكره الناس دينك. 

      إنسان اضطر أن يصافح شخصاً مشركاً، هو مسك العباءة وصافحه قال: هذا مشرك نجس، هذه ليس لباقة أن تصافحه بالعباءة، ليست نجاسة عينية، نجاسة حكمية، قد يكون منذ قليل كان في الحمام غسل بصابون معطر ووضع عطراً على يديه، ليس يديه النجسة، بل تصرفاته نجسة.  ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ﴾ 

      لا يصافحه إلا بالعباءة، هذا مما ينفر الناس من الدين. 

      مرة أحدهم قال لي : ضع لي عندك هذا الغرض، كتبت عليه السيد فلان، هو ليس مسلماً بل نصرانياً، قيل لي : كيف تقول عنه سيد؟ كان سيعمل لي مشكلة، قلت له : أنا أقصد السيد هو الذئب، وجمعه أسياد فسكت. نفدت منه بهذا التوجيه. يكون هو له عمل أسوأ منه، لكنه تزين بالباطل، المسلم إذا لم يكن ورعاً مستقيماً ما هذه الادعاءات الكاذبة؟ 

      (( إني لا أصافح النساء )) 

       تراه يصافح معظم الناس وضحكته ظاهرة، ويشد على يدها من باب المودة وهي أجنبية عنه.  
      إني لا أصافح النساء، يقولون عنه : جلف، لا يوجد عنده لباقة، عند الله مكرم.  

      إني لا أقبل هدية مشرك، بعض الأشخاص يقبلون أية هدية، إن كانت من مشرك لها معانٍ كثيرة، لكن هناك استثناءات قليلة، إذا كان هذا المشرك فيه نواة طيبة، ويُرجى له الصلاح وقبلتها تأليفاً لقلبه، فالنبي فعل هذا حينما قبل مارية القبطية من المقوقس، أما للأفراد فلا يجوز، فإذا فعلوها فقد خالفوا هذا الحديث الشريف. لا تصح إلا من أنبياء أو ممن بيدهم ولاية الأمور، أما من أفراد فتقبل هدية من مشرك معنى ذلك كأنها رشوة، أي خذها واسكت. فالإنسان إذا جاءه خير عن طريق مشرك، أو كافر يميل نحوه، إذا مال قلبه إلى مشرك تنتقل له أحواله، شهواته، دناءته، ميوله المرضية، هذا كله يأتيه عن طريق العدوى، من أحبّ قوماً فهو معهم. كل نفس تُحشر على هواها، فمن هوي الكفرة حشر معهم ولا ينفعه علمه شيئاً.  

      (( إني وإن داعبتكم فلا أقول إلا حقاً )) 

      هناك مزاح غليظ يسبب جلطة أحياناً، يسبب طلاقاً، أحدهم خطب امرأة قيل له هذه ليست من مستواك، ففي اليوم الثاني طلقها، بعد أسبوعين قال له : ماذا صنعت؟  

      قال له: والله كنت أمزح معك مزاحاً.  

      كان قد طلقها وانتهى، هذا المزاح مدمر.  

      معناها المداعبة والمزاح مستحب من المؤمن، لكن المزاح الذي لا يخدش حياء إنسان، ولا يجرح إنسان، أي له شروط كثيرة جداً، مطلق المزاح غير مطلوب. 

      من كثر مزاحه استخف به، إياك وكثرة الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب.  
      لكن المزاح اللطيف، القليل، يضفي بهجة، وأنساً، ويسبب محبة وميل القلوب نحو المتكلم. 

الفكاهة بالتعليم : 

      الفكاهة بالتعليم، أحياناً تشعر أن الطلاب قد تعبوا، وبقي لانتهاء الدرس ثلث ساعة، أحياناً طرفة أدبية تعطي نشاطاً و استماعاً إلى ساعة ثانية. ولكن له شروط، ألا تمزح على طالب بالذات، أو على مهنة أولياء الطلاب، هذا شيء لا يجوز، لذلك المعلم الناجح يعرف مهن أولياء الطلاب كلهم، ولو كان هناك طرفة ممتعة جداً تمس إحدى المهن فلا يستخدمها أبداً، لأنها تجرح طالباً. فالمزاح المطلوب هو الذي لا يؤذي أحداً، ولا يحرج إنساناً، ولا يجرح نفساً، ولا يخدش شعوراً. هناك مزاح ليس له علاقة بالحاضرين إطلاقاً، مزاح أدبي، مزاح لغوي، فكرة معينة، مفارقة.  

      (( إني وإن داعبتكم فلا أقول إلا حقاً )) 

التأدب بآداب النبي الكريم : 

      قال صلى الله عليه وسلم :  (( إنما يقيم من أذن )) 

      إنما يقيم الصلاة من أذن، ما علاقة هذه بهذه؟ كان في المئذنة أنهى الأذان، فقام غيره ليصلي، ثم بدؤوا بالصلاة وهو لم ينزل من المئذنة، بهذه الطريقة المؤذن نفسه الذي كان في رأس المئذنة هو الذي يقيم الصلاة، هذا نظام اجتماعي.  

      ساقي القوم آخرهم شرباً، إذا إبريق ليمون والحاضرون عشرة، فعبأ كأساً وشربها، ثم صب كأساً وكأساً ثالثاً انتهى الإبريق، إذاً كان يجب بحسب الشرع أن يشرب آخر واحد، ساقي القوم آخرهم شرباً، اعمل حسابك، الكل يريد أن يشرب وأنت آخر واحد معنى هذا عليك أن توازن بحيث يبقى لك شيء في الآخر. إنما يقيم الصلاة من أذن، تريد أن تسبق المؤذن لا يجوز، الذي أذن يقيم الصلاة. 

      العيادة فواق ناقة، زرت مريضاً، يريد أن يأخذ إبرة، أو يقضي حاجة، قعد وانبسط، جلس ثلاث ساعات والمريض يغلي.  

العيادة فواق ناقة، مقدار حلب ناقة، أي عشر دقائق. 



المصدر: الفقه الإسلامي - موضوعات متفرقة - الدرس 03 : التبرج