بمناسبة أسبوع مكافحة التدخين، أسوق لكم التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية:
- إن شركات الدخان تنتج دخينتين يومياً لكل إنسان على وجه الأرض، وعدد سكان الأرض ستة آلاف مليون، ما يعني أن اثنيْ عشر ألف مليون دخينة تنتج كل يوم، هذه الكميات الفلكية التي تنتجها شركات الدخان فيها مواد سامة لو أخذت في الدم دفعة واحد لاستطاعت أن تبيد الجنس البشري بأكمله.
- الوفيات الناجمة عن التدخين هي أكثر بكثير من جميع الوفيات للأمراض الوبائية مجتمعةً.
- مجموع الدخل الذي تحققه الدول الكبرى من جراء الضرائب الباهظة على إنتاج التدخين، هو أقل بكثير من الأموال التي تنفق لمعالجة الأمراض الناتجة عن التدخين.
- إن بين كل ثلاثة مدخنين واحد يلقى حتفه بسبب التدخين.
- الذين يتعرضون للتدخين السلبي يأخذون إجازات من وظائفهم ضعف الإجازات الصحية التي يأخذها زملاؤهم ممن لا يتعرض للتدخين السلبي.
الصحة تأتي في الأهمية بعد الهداية، فأول نعمة على الإطلاق أن تعرف الله، وأن تعرف منهجه، وأن تحمل نفسك على طاعته، والنعمة الثانية أن تكون صحيحاً معافى في بدنك، والصحة رأس مال الإنسان، ورأس ماله الأوحد، وهي وعاء عمله، وهي سبب استقامته، وهي سبب توفيقه في طلب الآخرة، إن كانت الصحة موفورة.
يقول الله عز وجل: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ هذا الذي يدخن أليس يلقي بيديه إلى التهلكة؟ أليس ينتحر انتحاراً بطيئاً؟ ولا أروع من ذلك الإعلان الذي رسم رصاصة، وكتب تحتها: انتحار سريع، ثم رسم دخينةً، وكتب تحتها انتحار بطيء. الرصاصة قتل سريع، والدخينة قتل بطيء.
آية ثانية، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً﴾ الآية مطلقة، والمطلق على إطلاقه في القرآن الكريم. قتل سريع معروف لدى الجميع، وقتل بطيء، هو الدخان الذي ينتهي بصاحبه تحت الثرى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: ((نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومُفْتِر)) أليس الدخان مفتراً؟
إن أردت الحكم الفقهي، ففي قوله تعالى: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ .
هذه الحقائق وتلك التقارير، وهذه الفتاوى، ينبغي أن تردع كل مدخن عن أن يدخن، لأن في الدخان هلاكاً له، لكنه ليس كهلاك من يقتل برصاصة، ولكن كهلاك من يصيبه مرض عضال فيموت بعد حين.