أيها الأخوة: الأحاديث اليوم موجهة إلى رجل تولى أمر عدة أشخاص يقول عليه الصلاة والسلام: (( مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرعِيهِ اللهُ رَعِيَّة، يَموتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهو غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللهُ عليه الجَنَّةَ )) ويقول عليه الصلاة والسلام: (( ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة )) إذا الله عز وجل ولاك منصباً قيادياً، جعلك رئيس دائرة، عندك أربع موظفين؛ لم تنصحهم، لم تعدل بينهم، لم تحفهم برعايتك، الجزاء بجهنم.
أقرب شيء الأب وأولاده، الأب وبناته: قال صحابي للنبي: (( إِنِّي نَحَلْتُ ابْنِي النُّعْمَانَ نُحْلًا، وَإِنَّ عَمْرَةَ سَأَلَتْنِي أَنْ أُشْهِدَكَ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ: فَقَالَ: أَلَكَ وَلَدٌ سِوَاهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَكُلَّهُمْ أَعْطَيْتَ مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَ النُّعْمَانَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي، لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ )).
سيدنا عمر سأل والياً ولاه أمور المسلمين: "ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب؟ قال: أقطع يده، قال: فإذا جاءني من رعيتك من هو جائع أو عاطل فسأقطع يدك، إن الله قد استخلفنا عن خلقه، لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفر لهم حرفتهم، فإن وفينا لهم ذلك تقاضيناهم شكرهم، إن هذه الأيدي خلقت لتعمل، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية" . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ من أمْر أُمَّتي شَيْئا، فَشَقَّ عليهم، فَاشْقُقْ عليه، ومَنْ وَلِيَ منْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئا فَرَفَقَ بِهِم، فَارفُق بهِ ))
من كان عادلاً كان أقرب إلى الله، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( أهل الجنة ثلاثة؛ ذو سلطان مقسط ... )) ويقول عليه الصلاة والسلام: (( إنَّ المُقْسِطِينَ عند الله، على مَنَابِرَ من نُورٍ عن يَمينِ الرَّحْمنِ وكلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وأَهْلِيهمْ وَمَا وَلُوا )) قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ إمام عادل، ..... )) فالإنسان حينما يلي أمر الناس، ولا يعدل بينهم، يستحق غضب الله عز وجل. فالإنسان إذا لم يكن صادقاً، ولا منصفاً، هذا لماذا يعيش؟ لماذا اسمه إنسان؟ أروع شيء ترقى به عند الله الموقف العادل.