بحث

حقائق تفصيلية عن الإيمان

حقائق تفصيلية عن الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم

      أيها الأخوة الكرام: كلمة الإيمان كلمة متداولة كثيراً بين أوساط المؤمنين، وقد تفهم فهماً مختصراً محدوداً ضيقاً لا يقدم ولا يؤخر ولا ينجي، وقد تفهم فهماً موسعاً وهذا الذي أسعى إليه.  

الإيمان تصديق وإقبال والكفر تكذيب وإعراض:  

      الإيمان تصديق وإقبال:  

       قال الله تعالى:قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ  

      هذه العقيدة، الآن الإيمان: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا   

       فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ   

      صار الإيمان تصديق وإقبال، يقابله الكفر تكذيب وإعراض.  

      الإيمان تصديق وإقبال على الله والكفر تكذيب وإعراض، تصديق بماذا؟ تصديق بأن:  

  1. الله موجود حقيقة الوجود.  
  2. وبأن الله واحد حقيقة التوحيد.   
  3. وبأن الله كامل حقيقة التنزيه.   
  4. وأن الله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته، وخلقنا لجنته.  

      إذاً أنا أصدق بما جاء في القرآن الكريم تصديقاً تاماً وكاملاً، وأصدق بما جاء في صحيح السنة النبوية تصديقاً كاملاً وتاماً.  

      و حيث أن الله كلفنا:   

       قال الله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ.  

      أنت أيها الإنسان علمت أو لم تعلم أكرم المخلوقات على الله، أنت المخلوق الأول رتبة، لأنك قبلت حمل الأمانة. ما الأمانة؟   

      الأمانة في رأي العلماء، نفسك التي بين جنبيك، هذه أمرها بيدك، مصيرها إليك كُلفت حملها، أي كُلفت أن تعرفها بربها، كُلفت أن تحملها على طاعته، كُلفت أن تزكيها كُلفت أن تأهلها للجنة، كُلفت أن تسمو بها.  

      وأعطانا مقومات لما كلفنا به فمقومات التكليف، الكون كثابت أول من ثوابت الإيمان، والعقل وكيف أنه أداة معرفة الله، والفطرة وكيف أنها مقياس نفسي تكشف به الخطأ، والشهوة كيف أنها محرك، وحرية الاختيار كيف أنها مثمن، والشرع كيف أنه حكم على ميزاني العقل والفطرة، والوقت وهو غلاف العمل، الآن عرفنا ما الإيمان، نؤمن بالله.  

الإيمان حركة:  

      أول حقيقة الإيمان تصديق وإقبال، لا يكفي أن نصدق لأن إبليس قال: فَبِعِزَّتِكَ    

       (خَلَقْتَنِي)    

      قال: أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ .  

      لا يكفي أن أصدق ما لم يترجم هذا التصديق إلى حركة، الإيمان حركة الدليل:  

       قال الله تعالى: وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا   

      الهجرة حركة من بلد لا تستطيع أن تقيم فيه شعائر الله إلى بلد تستطيع أن تعبد الله فيه حركة.  

      ما لم تتحرك الإيمان غير صحيح، حتى إنهم قالوا هناك قانون يضبط علاقتك بالمحيط إدراك، انفعال، سلوك، بالضبط تمشي في بستان رأيت أفعى علامة صحة إدراكك أنها أفعى وأن لدغتها قاتلة تضطرب وقد تصرخ، علامة صحة الإدراك الانفعال، وعلامة صحة الانفعال الحركة، إما أن تقتلها وإما أن تهرب منها، دقق بهذا القانون عالم اسمه دوركاين جاء بهذا القانون:إدراك انفعال سلوك  

      إن قيل لك كلام رائع، ولم تنفعل، ولم تدرك ما قيل لك، وإن انفعلت ولم تتحرك كذب لم تنفعل تصنعت الانفعال، علامة صحة الإدراك الانفعال وعلامة صحة الانفعال الحركة، فما لم تتحرك لست مؤمناً حتى إنهم قالوا ما إن تستقر حقيقة الإيمان في نفس المؤمن حتى تعبر عن نفسها بحركة، يذهب إلى درس علم هذه حركة، يذهب لإطعام فقير، يذهب لزيارة أخته في طرف المدينة صلة رحم، حركة، ينفق من ماله حركة، يسأل عن قضية في التجارة حركة، المؤمن متحرك، مؤمن سكوني لا يوجد، الإيمان إعجاب سلبي غير صحيح، الإيمان إعجاب إيجابي، إعجابه حركي، الإيمان تصديق وإقبال، تصديق وحركة، المؤمن إنسان متحرك.  

الإيمان يقتضي الطاعة:  

      أيها الأخوة، الإيمان يقتضي العبادة فإن لم يقتضِ العبادة لا قيمة له إطلاقاً:  

       قال الله نعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ   

      الإيمان تصديق وإقبال، أما التصديق وحده لا قيمة له إطلاقاً، تصديق وإقبال لئلا نغش أنفسنا، تصديق وإقبال والكفر تكذيب وإعراض، لذلك الآية الكريمة: قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ   

      ويا أهل الإسلام لستم على شيء حتى تقيموا القرآن، ما لم تعطِ وتمنع، تغضب وترضى، تصل وتقطع لله، فلست مؤمناً الإيمان الذي ينجي.   

      أذكركم بهذا المثل دائرة كل إنسان أنكر وجود الله عز وجل خارج هذه الدائرة، كل إنسان آمن بالله ضمن هذه الدائرة، إن آمن بالله ولم يقبل عليه، آمن بالله ولم يعبده، آمن بالله ولم يأتمر، آمن بالله ولم ينتهِ، هذا الإيمان لا قيمة له إطلاقاً، ضمن هذه الدائرة هناك دائرة ثانية، كل من آمن بالله وحمله إيمانه على طاعة الله دخل في الدائرة الثانية، هذا الإيمان المجدي، وأما الأنبياء والمرسلون فهم في مركز الدائرة الثانية، الأنبياء والمرسلون معصومون والمؤمنون محفوظون، المؤمن محفوظ لا تضره معصية بمعنى أنه سريعاً ما يتوب منها، وفي الأعم الأغلب تقصيراته في جزئيات صغيرة، لا يوجد كبائر، الأنبياء معصومون والأولياء محفوظون، والأولياء بالمفهوم القرآني: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)   

      ومن رحمة الله بنا أن كل شيء أمرنا الله به مركوز في فطرنا، كل شيء أمرك الله به فطرك وجبلك على محبته، وكل شيء نهاك الله عنه فطرك وجبلك على كرهه، والدليل قوله تعالى: حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ(7)   

الإيمان يقتضي معرفة الحقيقة المطلقة:  

      إذا قلت مؤمن مرتبة علمية، يعني طلبت العلم، يعني آمنت بالله، وبأنبيائه، وبكتبه، وباليوم الآخر، وبالقضاء والقدر، لذلك الإيمان يحتاج إلى وقت، يحتاج إلى حضور مجالس علم، يحتاج إلى متابعة، يحتاج إلى دراسة، لأن بعضاً من شطر الإيمان مستوى معرفي، فالمؤمن بشكل أو بآخر عرف الحقيقة المطلقة:   

      عرف أنه إنسان، عرف أنه المخلوق الأول.   

      عرف أن الله منحه حرية الاختيار وأودع فيه الشهوات.   

      عرف أن منهج الله عز وجل يتناقض مع طبعه، والتناقض مع طبعه ثمن الجنة.   

      عرف أن هذه الدنيا ممر وليست مقراً، وأن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي.  

عرف أن الله سوف يحاسب، وسوف يعاقب.  

       قال الله تعالى:   أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى(36)أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى(37)ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى(38)فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى(39)أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى(40)   

الإيمان بحاجة إلى عمل صالح:  

      الإيمان عمل، أكثر من مئتي آية في كتاب الله: الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ      

      إبليس من الذين آمنوا لكن ليس له عمل صالح.   

      تأكيد آخر: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا  

      اعتقد يقيناً أن إيمانك وتصديقك أن هناك إلهاً عظيماً، وأن هناك دار آخرة، وأن هناك موتاً، وأن هناك عذاباً في القبر، وأن هناك جنة عرضها السماوات والأرض، كل هذا الإيمان لا قيمة له.   

      كنت أضرب هذا المثل شخص قال لآخر على كتفك عقرب، هذا الذي على كتفه العقرب بقي هادئاً مرتاحاً، تلقى هذه الملاحظة بابتسامة قال: والله أنا شاكر لك على هذه الملاحظة، وأرجو الله عز وجل أن يُمكنني من ردّ هذا الجميل، هل تصدقون أنه فهم ما قيل له؟ لو فهم ما قيل له لقفز وصرخ وخلع معطفه فجأةً.   

      لو آمن بما سبق لعمل عملاً يتوافق مع ما آمن.  

الإيمان أن الله خلق لك عقلاً كي تستخدمه في معرفتة واتباع منهجه:  

      أيها الأخوة، هناك نقطة دقيقة جداً، اكتشف أن الأسماك التي تعيش في قيعان البحار ليس لها أعين إطلاقاً، لماذا؟ لأن بعد مئتي متر من سطح البحر ينعدم الضوء كلياً، بعد ألف ومئتي متر ظلام مطبق تام، إذاً لا معنى لوجود عينين عند السمك الذي يعيش في قيعان البحار، الآن حينما يضع الله لك عيناً ينبغي أن تستعملها، فإذا كان استعمالها مستحيل في الأصل لا يخلقها، دليل لماذا سمك أعماق البحار لا عيون له؟ لأنه في ظلام دامس والعين تفتقر للضوء، فمادام الظلام دامس وهذه السمكة مصممة أن تعيش في قيعان البحار إذاً لا عيون لها، فإذا كان لك عين ما معنى ذلك؟ معنى ذلك أنه من أجل أن تبصر بها، الآن الله عز وجل خلق لك عقلاً من أجل ماذا؟   

      معظم الناس يستخدمون عقولهم لكسب أرزاقهم، ولدنياهم، ولتحسين دنياهم، ولتحقيق مصالحهم، ولجمع الثروة والأموال الطائلة، والإيقاع بين الناس، اسمحوا لي بهذا المثل لكن دقيق قليلاً، هناك حواسيب للمعامل الحاسوب ثمنه خمسين مليوناً، ممكن تشتري حاسوباً بخمسين مليوناً وتجعله طاولة في المعمل؟ هو بحجم الطاولة، خمسين مليوناً كطاولة؟ إن فعلت هذا ألست محتقراً له؟ ممكن ورقة شيك بمليون ليرة تستخدمها كورقة مسودة تكتب على ظهرها بعض الكلمات ثم تمزقها؟ فلما الإنسان يستخدم عقله لدنياه فقط كأنه استخدم شيك بمئة مليون كورق مسودة أو كأنه استخدم حاسوب بخمسين مليوناً كطاولة، هذا معنى قوله تعالى: اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا   

      إذاً ما دام الله عز وجل قد خلق فينا العقل إذاً ينبغي أن نستخدمه لمعرفة الله، و الدليل أن الله نصب في هذا الكون آيات لا تعد ولا تحصى، لذلك:   

       قال تعالى: أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى   

       الآية الثانية: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ   

      أنا أقول، أكبر مصيبة تصيب الإنسان أن يكون غافلاً عن الله، يعيش بلا هدف والآية الكريمة:  أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ   

      أتمنى عليكم أيها الأخوة أن تتعرف إلى الهدف الحقيقي في الدنيا،   

      تصور طالباً ذهب إلى بلد غربي لينال الدكتوراه في باريس مثلاً، وباريس مدينة عملاقة، فيها مقاصف، فيها حدائق، فيها مسارح، فيها مكتبات، فيها دور سينما، فيها دور لهو، فيها معامل، فيها مؤسسات، مدينة عملاقة، في كل هذه المدينة له هدف واحد أن ينال الدكتوراه، مادام هذا الهدف واضحاً جداً دقق الآن يتحرك بمئة حركة لخدمة هذا الهدف، يريد أن يستأجر بيتاً، يبحث عن بيت قريب من الجامعة ليوفر الوقت والجهد والمال، يحب أن يصادق شخصاً، يصادق طالباً يتقن اللغة الفرنسية، يحب أن يشتري مجلة، يشتري مجلة متعلقة باختصاصه، يحب أن يأكل أكلاً يعينه على الدراسة، حينما يتضح الهدف تأتي الجزئيات والوسائل لخدمة هذا الهدف.  

      لذلك أهم شيء أن تعرف لماذا أنت في الدنيا؟ لا أن تكتشف الحقيقة على شفير القبر، أو على فراش الموت، إنسان عنده دار قمار (القصة طويلة) ولكن وهو على فراش الموت أصيب بمرض عضال، فيبدو أن من أقربائه هناك رجل مؤمن زاره قال له: معي ثمانمئة مليون جمعتها من القمار ماذا أفعل؟ أنا لا أقول هذا الذي قاله على صواب لكن أقول ما الذي قاله، قال له والله لو أنفقتها كلها لا تنجو من عذاب الله؟ متى كشف الحقيقة؟ وهو على فراش الموت.  

      أنا أتمنى أن تؤمنوا معي أن قمة الذكاء هو التكيف، التكيف مع ماذا؟ التكيف مع أخطر حدث في المستقبل وهو مغادرة الدنيا من بيت أربعة وصالون، غرفة نوم، غرفة ضيوف، استقبال، مطبخ، حمام، تكييف، تدفئة، ثلاجة، فواكه، عصير، أزهار، أجهزة كاملة إلى قبر، هل هناك من حدث أخطر من هذه النقلة المفاجئة؟ من بيت إلى قبر، ماذا أعددنا لهذه الساعة؟ هذه البطولة، هذا هو الذكاء، والله الذي لا إله إلا هو مرة شيعنا أحد أخوتنا حينما رفع غطاء النعش وحمل وأحد من دفنه سبقه إلى القبر لكي يستقبله وضع على الأرض وضعت الحجرة أهيل التراب، والله الذي لا إله إلا هو جاءتني ومضة أنه ما وجدت على وجه الأرض إنساناً أعقل ولا أذكى ممن يعد لهذه الساعة، كل ذكائك، بطولتك، تفوقك، نجاحك، فلاحك، في الإعداد لهذه الساعة، هل أعددت عملاً صالحاً؟ هل أعددت عبادة متقنة؟ هل أعددت تربية أولاد صالحين؟ أعددت عملاً صحيحاً؟ أعددت إنفاقاً؟ دعوة إلى الله؟ ماذا فعلت؟ اسأل نفسك هذا السؤال المحرج، ماذا فعلت في هذه الدنيا؟   

الخلاصة:  

      أيها الأخوة، حينما تدرك حقيقتك، أنت المخلوق الأول، المخلوق المكرم، المخلوق المكلف بعبادة الله، والعبادة طاعة طوعية، ممزوجة بمبحة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية  

      للتقريب، إنسان لا يملك من الدنيا إلا بيتاً غالٍ جداً، وباعه بعملة صعبة، ما هو الخطر؟ الخطر أن يقبض ثمن البيت عملة مزورة، هذا خطأ ماحق ضيّع كل شيء، يوجد بجيبه اليمين جهاز إلكتروني يكشف له العملة المزورة، الآن في جهاز يعطيك لوناً زهرياً معنى هذا أن الدولار صحيح، وإن كان مزوراً يظهر لون آخر، معه جهاز ومعه بالجيب اليسار أرقام العملات المزورة، يعني الشرع، الجهاز الإلكتروني العقل، أرقام العملات المزورة الشرع، وباع البيت لا يملك غيره بعملة صعبة لا استخدم الجهاز ولا قرأ أرقام العملات المزورة فخسر الدنيا والآخرة، إما أن تستخدم عقلك وإما أن تستخدم المنهج الشرع.  

      فالإيمان تصديق ولكن حركة، تصديق وإقبال، تصديق واتصال بالله، تصديق واستقامة، تصديق وعمل صالح، حينما تفصل العمل عن الإيمان وقعت في متاهة كبيرة.  



المصدر: العقيدة - حقائق الإيمان والإعجاز - الدرس (01-30) : حقائق تفصيلية عن الإيمان - نقار الخشب