بحث

خرافات وعقائد باطلة في الإسلام

خرافات وعقائد باطلة في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

أولا: الطيرة : تفسير الطيرة :  

      أما التشاؤم فيقول عليه الصلاة والسلام: (( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ))  

      ما الطيرة؟ قال: الطيرة هي التشاؤم، وهي من عبث الشيطان بالجهلة والضعفاء من الناس، العرب في الجاهلية كانوا إذا طار عن يمينهم طير تفاءلوا، وإن طار هذا الطير عن شمالهم تشاءموا، طبعاً الآن عندنا أشياء أخرى، هناك تشاؤم من الشهور، من بعض الشهور، من بعض الأيام، من بعض الساعات، من بعض الأرقام، من بعض الأشخاص، دخل إلى المحل البيعة فسدت، يقول لك: هذا قدمه نحس، هذا جهل، لا علاقة إطلاقاً بين عدم إتمام هذه البيعة وبين دخول هذا الإنسان، فالنبي نهانا فقال: (( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ))  

      الإنسان أحياناً يتشاءم من امرأة، يقول لك: من يوم تزوجتها رزقي أصبح قليلاً، لا هذا خلط، أما إذا اخترتها فاسقة فالتشاؤم في المرأة إن لم تحسن اختيارها، إن تزوجتها فاسقة مقصرة لا تحب الله ورسوله، لا تصلي، طبعاً هذه الزوجة تصبح مبعث قلق لك ولأولادك.  

      تشاءم من هذا البيت، طبعاً إذا كان هناك شبهة من سكناه، يأتي من هنا التشاؤم، ولذلك من تطير فقد أشرك.  

      دخل رجل إلى محلك التجاري تشاءمت منه، واليوم الأربعاء هذا يوم شؤم، رقم ثلاثة عشر يخوف، برج الحمل صار فيه مرض هكذا قرأت في المجلة، من تطير فقد أشرك، الفعال هو الله، الناس تقول: القدر سخر مني، الزمان قلب لي ظهر المجن، الأيام رمتني بسهامها، هذا كلام ليس له معنى، أو يقول: ليس لي حظ أو حظي سيئ، هذه البنت حظها قليل، هذه يكون لها سبب، أو تقول: هذا من فعل الدهر، يقول الله عز وجل: يسبني الإنسان وما كان له أن يسبني، يسب الدهر وأنا الدهر أقلبه كيف أشاء، ليس هناك إلا الله، هناك الله وكلمتان لا غير: توفيق.. تيسير أو تعسير، والتيسير له أسباب والتعسير له أسباب.   

       ﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾  

      هناك إله بيده كل شيء، وهناك قوانين: قانون التيسير وقانون التعسير، فإذا آمنت بالله واستقمت على أمره وعملت الصالحات فهذه أسباب التيسير، وإذا لم تعرف ربك وتفلت من أمره وأسأت إلى الناس فهذه أسباب التعسير، لذلك قال الله عز وجل في الحديث القدسي: (( يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَ آخِرَكُمْ وَ إِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ))  

      إذا كنت بطلاً كل شيء أصابك اسأل نفسك هذا السؤال المحرج: ما الذي فعلت حتى استحققت من الله هذا؟ دقق في أقوالك، وخواطرك، في أعمالك، في علاقاتك، في لقاءاتك، في ترجحاتك، في كلماتك القاسية، في تقصيرك بالحقوق، إذا دققت تجد أن لكل سيئة عقاباً، وأن لكل حسنة ثواباً.   

المتشائم ينظر إلى الذي ليس معه :  

      إذاً: من تطير فقد أشرك، لكن عندما تتشاءم من يوم، أو من رقم، أو من بيت، أو من إنسان فقد وقعت في الشرك وأنت لا تدري، علاقتك بالله وحده وعليك أن تعبده وحده وعلى الله الباقي.   

       ﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) ﴾  

      أما النبي عليه الصلاة والسلام فما كان يتشاءم ولكن كان يتفاءل، كان يحب الفأل، دخلت على مريض وقال لك: إن مرضي صعب جداً، تقول له: إن شاء الله تشفى، أو: الشفاء بيد الله عز وجل، والله عز وجل يقول:  ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾  

      رأيت إنساناً مهموماً من أجل ابنته قل له: لعل الله في القريب العاجل ييسر لها زوجاً صالحاً يكون قرة عين لها و لك، دائماً بشر، دائماً قرب، دائماً أعط الوجه الإيجابي، الآن كأس ماء نصفه فارغ لك أن تقول: نصفه ملآن، ولك أن تقول: نصفه فارغ، وكلا القولين صحيح، أما الإنسان المؤمن فيقول: نصفه ملآن، المؤمن دائماً يرى ما عنده ويتجاهل ما ليس عنده، المتشائم دائماً ينظر إلى الذي ليس معه، دائماً متألم.   

الفأل الحسن هو الكلمة الطيبة :  

      الطيرة ذكرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((حْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ))  

      وقال:  ((لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ))  

      دائماً عود نفسك على الكلمة الطيبة، أخي هكذا التحليل اصبر قد يكون هناك خطأ في التحليل، أعرف قريبة لي ذهبت لتصبح معلمة لا بدّ من فحص شعاعي لصدرها، فذهبت إلى المستشفى وصورت صدرها وجلست تنتظر النتيجة فإذا بالنتيجة أنها مصابة بمرض عضال معد، فما كان منها إلا أن غرقت بالبكاء، وذهبت إلى أهلها والدنيا مسودة في عينها، أيام عديدة إلى أن تبين أن هذا الفحص أعطي لها بالخطأ بعد أن تابت وصلت وتحجبت.  

      الخطأ يوظف لصالح الإنسان، إذا إنسان قال لك: انظر إلى التحليل فاصبر لعل في هذا التحليل خطأ، لعل في هذا الأمر خير لك لا تعلمه أنت، دائماً عود لسانك الكلمة الطيبة، هناك شخص يقول: أعرف شخصاً مات بهذا المرض.  

      إذاً:  ((لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ))  

ثانيا: الخرافات وتصديق السحرة والمشعوذين والدجالين :  

      وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:  ((لم ينل الدرجات العلى ولا أقول لكم الجنة من تكهن أو استقسم أو رده من سفرٍ تطيرٌ))  

      أخ كريم لا بدّ من أن يجري عملية ضرورية جداً، قيل له: يجب ألا تجريها الآن لسبب خرافي غير صحيح، سألني فقلت له: هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً ولا تنظر إلى هذا الكلام، مادمت بحاجة إلى هذه العملية فأجرها وتوكل على الله، أجراها في الوقت المناسب ولم يحصل له شيء، أي لا يليق بالمؤمن أن يكون خرافياً، يصدق السحرة والمشعوذين والدجالين، والأشخاص الذين يتعاملون مع الجن، هذا كله كلام فارغ، أنت مؤمن، هناك إله، وتوفيق، وتعسير، هناك تيسير وهناك تعسير، والتيسير له أسباب؛ إيمان بالله واستقامة على أمره وعمل صالح، والتعسير له أسباب، والدليل:  ﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾  

      وانتهى الأمر، ترتاح من آلاف المشعوذين، من آلاف الدجالين، من آلاف المتسائلين، من القيل والقال، من التخويف، ترتاح من هؤلاء جميعاً، فإذا كان سفرك مشروعاً ومباحاً و له قصد نبيل والأمور صحيحة فسافر.  

      النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا سافر لحاجة يقول:  "يا راشد يا نجيح"  

      أي أرجو أن أكون راشداً في هذا السفر وناجحاً.  

      وعن ابن عمر رضي الله عنهما:  "من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك، قالوا: وما كفارة ذلك؟ قال: أن يقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك".  

ثالثا: الاستقسام بالأزلام و التشاؤم :  

      الآن لو أتيت إلى إنسان تجد كاهناً أو ساحراً أو إنساناً يسمونه الناس شيخاً، يقول لك: هذا مخاو، يقول لك: لا تسافر ولا تعقل ولا تتزوج القلم لم يكتب، لا يوجد إذن، من أنت! فلذلك النبي الكريم يقول: ((مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ  َسَلَّمَ))  

      إن صدقته كفرت، وإن لم تصدقه لم تقبل لك صلاة أربعين يوماً ولو مزاحاً، أحياناً بالنزهات تأتي منجمة للتسلية وفقيرة يأتي الناس إليها، أنت مؤمن أعطها صدقة من دون شيء، أما تعالي نجمي فتحدث لك المشاكل، تقول لك: لا تحب زوجتك وزوجتك أمامك، وتقول الزوجة: هذا صحيح بالأمس ضربني، تربط الزوجة الأفعال بالقول.  

      عندنا شيء اسمه الاستقسام بالأزلام، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾  

       ﴿ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ﴾  

      أردت أن تسافر تأتي بثلاث أوراق: سافر، لا تسافر، أعد، هكذا كان العرب في الجاهلية يفعلون، وتجعلهم في كيس وتسحب سافر فيقطع في الطائرة، لا تسافر ليس هناك مجال ألغ الحجز، أعد تعال نعيد القرعة، هذا الاستقسام بالأزلام لا يجوز، بعض الناس على المسبحة، هذا شيء غير وارد إطلاقاً، هذا شيء خلاف الدين، وهذا ليس له قاعدة، وهذا كله كلام فارغ خلاف الدين، خلاف العقل، خلاف العلم، خلاف الحقيقة، أما الاستخارة فشيء ثان، تصلي ركعتين وتدعو دعاء الاستخارة وتنظر إذا يسر الله هذا الأمر فقد أراده لك، وإن لم ييسر فلم يريده لك.  

      الآن عندنا الشؤم من الزوجة والبيت، إذا منزل له مشكلة مثلاً اغتصاب أو عدوان أو له علاقات بحقوق الآخرين، أو امرأة اخترتها اختياراً سيئاً طبعاً التشاؤم منها هذا شيء طبيعي جداً.   

رابعا: التمائم :  

      الآن عندنا التمائم، نضع للسيارة شبة أو نعل فرس، عين الحاسد تبلى بالعمى، و تقصد من ذلك أنك لن تصاب بأي حادث، إذا أنت كنت تستأهل الحادث فلا بدّ من حادث، إذا أنت مستقيم لا تحتاج إلى نعل فرس، استقامتك تنجيك من كل خطر، وإذا لم يكن هناك استقامة لو وضعت الفرس كله يصير مشكلة، لذلك هنا كما قال عليه الصلاة والسلام:  ((إن الرقى والتمائم شرك))  

      وقال الشاعر:   

وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع   
***  

      فأجابه آخر:   

وإذا المنية أنشدت أظفارها ألفيـت كل تميـمة لا تنـفع   
***  

      تضع تميمة، أو سواراً، أو خرزة، أو نعل فرس، أو تضع عبارة: عين الحاسد تبلى بالعمى، هذا كله كلام فارغ، عليك أن تطيع الله عز وجل وكفى.   

خامسا: تحضير الأرواح :  

      وعندنا تحضير الأرواح، كل إنسان له قرين، فالساحر لا يستحضر روح القريب بل يستحضر قرين هذا الميت، هذا القرين يعلم كل قصصه، والله فلان سنة كذا تزوج، سنة كذا سافر، هذا استحضار أرواح لقرناء الميت نفسه، الآية الكريمة: ﴿ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ﴾  

      التوفيق معكم، والتعسير معكم، التفاؤل منك، من استقامتك، والتشاؤم من انحرافك، أي خيرك منك وشرك منك، التشاؤم من انحراف الإنسان، من أكله مالاً حراماً، من الربا، من نظره إلى الحرام، من تجاوزه للحقوق، التشاؤم منك، والتفاؤل منك، والخير منك، والشر منك، والتوفيق منك، والتعسير منك، هذا معنى قوله تعالى: ﴿ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ﴾  

      منكم التشاؤم ومنكم التفاؤل.  

       ﴿ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾  

سادسا: تعريف الهامة :  

      الهامة، النبي قال:  (( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ))  

      الهامة طائر ليلي هو البوم، إذا سمعه الناس تشاءموا، وإذا وقع في بيت أيقن أهله أنه لا بدّ من أن يموت واحد منهم، والحديث معروف: ((ما من بيت إلا ويقف الملك فيه خمس مرات، فإذا رأى أن العبد أتى أجله، وانقطع رزقه ألقى عليه غمّ الموت فغشيته سكراته، فمن أهل البيت الضاربة وجهها، والصارخة بويلها، والممزقة ثوبها، فيقول: فيمَ الجزع والفزع؟ ما أذهبت لواحد منكم رزقاً، ولا قربت له أجلاً، وإن لي فيكم عودة ثم عودة حتى لا أبقي منكم أحداً، فو الذي نفس محمد بيده لو يرون مكانه ويسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم ولبكوا على أنفسهم))  

      وروح الميت ترفرف فوق النعش وتقول: يا أهلي يا ولدي لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي، جمعت المال مما حلّ وحرم فأنفقته في حله وفي غير حله فالهناء لكم والتبعة عليّ.  

      أما البومة وقعت في البيت فلا بدّ من ميت في هذا البيت، أو أن يخرب هذا البيت، هذا كلام لا معنى له أبداً، أيضاً نعق الغراب، قال:   

إذا نطق الغراب وقال خيراً فأين الخير في وجه الغراب؟   
***  

      أيضاً يتشاءم الناس من نعيق الغراب أو من منظر البومة.  

      أصحاب رسول الله عليهم رضوان الله أرادوا أن ينظفوا ماء زمزم لأنهم رأوا فيه حيات صغيرة فقال النبي عليه الصلاة و السلام: اقتلوها أي الحية والعقرب تقتلان ولو في الصلاة، هي موحية أنها جن ولكن ليست بجن، الجن فوق الأرض، ربنا قال: شياطين الإنس والجن، لماذا قدم الإنس على الجن؟ لأن شياطين الإنس أشدّ مكراً من شياطين الجن يريدون دروساً منهم.  

      يقول عليه الصلاة والسلام:  (( اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ كُلَّهُنَّ فَمَنْ خَافَ ثَأْرَهُنَّ فَلَيْسَ مِنِّي))  

      الذي يخاف من ثأر الحية ليس مني، والآن الريف كله قصص، الثعبان ثأر منه بعد عشر سنوات، هذا ليس ثعباناً بل جنياً، قتله ثأراً منه، أي وقع في الشرك وهو لا يدري.  

      هناك خرافة جاهلية الآن غير موجودة أن الميت يطير من قبره طائر يطلب بثأره، الله عز وجل قال: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾  

      ببعض البلاد العربية يتشاءمون من الأعور، فإذا إنسان رأى أعوراً يظن نفسه أنه جاءته مصيبة، أيضاً هذه خرافة لا أصل لها.   

سابعا: تعريف الصفر :  

      الحديث الشريف:  (( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ ))  

      صفر: إما داء يصيب البطن والجلد فيصبح لونه أصفر من شدة الجوع، بل من وجود حيات في البطن، معه دود داوه وأعطه دواء الدود، هذا مصفر مسحور، الجن دخلوا فيه، كل هذا كلام باطل.   
      إذاً الصفر داء يصيب البطن من شدة الجوع، أو من سوء التغذية، وكانوا يسمونه حية البطن، وصفر شهر يأتي بعد الأشهر الحرم، ربنا قال:  ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾  

      المتحاربان لا يكفان عن القتال، فالإنسان ربط مكانته وكرامته بهذه الحرب، فالمجتمع الإسلامي لو صار مشكلة يتوقف القتال في هذه الأشهر، دماء الوجوه كلها محفوظة، بعد الأشهر الحرم يأتي شهر صفر فالعادة تكثر فيه المشكلات والمنازعات فالناس تشاءموا من هذا الشهر تشاؤماً لا معنى له أصلاً.  

      بعض الدجالين وضعوا على لسان النبي حديثاً لا أصل له قال: "آخر أربعاء من كل شهر يوم نحس مستمر"، هذا حديث موضوع ليس له أصل.   

ثامنا: تعريف النوء :  

      الآن إضافة الإمام مسلم: "ولا نوء"، هذه نحن واقعون فيها، هناك أمطار والحمد لله، يقول: منخفض جوي متمركز فوق قبرص تجاه القطر، الله ليس له علاقة بالموضوع! إذا نسبت المطر إلى الأنواء والسحب والأجواء والحرارة والرطوبة والتبخر ونسيت الله عز وجل فقد أشركت وأنت لا تدري، أي الأنواء ظواهر الطبيعة، إذا ركزت على ظواهر الطبيعة وأغفلت فعل الله عز وجل أغفلت رحمته، أغفلت حكمته، يقول: الأوزون تخلخل إذاً بسبب ارتفاع نسب غاز الفحم في الجو لذلك خطوط المطر تغيرت، موضوع مادي بحت وكأن الله لا علاقة له بهذه الأنواء إطلاقاً، فالنبي ماذا قال؟ روى لنا حديثاً قدسياً: قال الله تعالى: ((أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي قَالَ إِسْحَاقُ كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ كَافِرٌ بِي فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ))  

تاسعا: تعريف الغول :  

      آخر شيء في الحديث: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  (( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا غُولَ))  

      الغول حيوان أسطوري مخيف، يتوهمه الناس في الفلوات ويخوفون به أبناءهم، هناك أشخاص مثل الغول في الواقع، أما غول فلا يوجد، قال عليه الصلاة والسلام:  ((إِذَا تَغَوَّلَتْ لَكُمُ الْغِيلَانُ فَنَادُوا بِالْأَذَانِ))  

      فمثلاً ربنا عز وجل جعل قاعدة كلما تقرب الشيطان فقل:  ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *﴾  

       ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾  

      إذا وجدت في الطريق مشادة وأذنت حسب السنة الشيطان يهرب، لأنه بالأساس دخل، إذا دخل الشيطان تجد شيئاً مخيفاً، أما إذا أنت ذكرت الله عز وجل إما استعاذة أو أذاناً تجد الشيطان ولى، إذا الإنسان دخل البيت وقال: بسم الله، السلام عليكم، يكون في البيت قراءة قرآن وصلوات، والقصة تعرفونها كلكم إذا دخل الإنسان البيت ولم يسلم يقول الشيطان لإخوته: أدركتم المبيت، وإذا جلس إلى الطعام ولم يسم يقول: أدركتم العشاء أي الأكل، وإذا دخل ولم يسلم وجلس ولم يسم يقول الشيطان لإخوانه: أدركتم المبيت والعشاء.   



المصدر: موضوعات إسلامية - موضوعات متفرقة - المحاضرة 003 : الجهل عدو الإنسان الأول - توجيهات لمنع العدوى - التشاؤم حديث (لاعدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ...