كلما مرت جنازة يهودي يقف لها، قال: يا رسول الله إنه يهودي! قال: أليس إنساناً؟
هناك معنى أدق، حينما دخل النبي الكريم المدينة أرسى مفهوماً معاصراً وأنتم في أمس الحاجة إليه، مفهوم المواطنة، مفهوم التعايش، ماذا قال؟ قبل أن أقول لكم ماذا قال، ما حقيقة بنية يثرب؟ يثرب فيها أوس وثنيون، وفيها خزرج وثنيون، وفيها أوس مسلمون، وخزرج مسلمون، صاروا أربعة، وفيها نصارى، وفيها يهود، وفيها موال، وفيها أعراب، فقال قولته الرائعة التي ينبغي أن تكتب بماء الذهب، قال: " أهل يثرب أمة واحدة، سلمهم واحدة وحربهم واحدة، لليهود دينهم، ولنا ديننا ".
والعالم اليوم لا يحتاج إلى شيء أعظم من حاجته إلى مفهوم المواطنة، في تعبير آخر التعايش، بالتعبير الثالث السلمي الأهلي، هذا المفهوم أرساه النبي عليه الصلاة والسلام.
مرة إنسان يوناني زار تركيا، لا يوجد محلات، ولا فنادق أبداً، طرق باباً لا على التعيين، فتح إنسان تركي مسلم، قال له: هل عندك مكان أنام فيه؟ قال له: طبعاً، عندي بيتان، هذا البيت لك، غرفة ضيوف، ونوم، ومطبخ، وطعام، دخل هذا اليوناني الغير مسلم ظن أن لهذا الإنسان التركي بيتاً ثانياً، استيقظ صباحاً وجده نائماً أمام البيت تحت شجرة، فرش فراشاً ونام.