بحث

عظيم تواضعه صلى الله عليه وسلم

عظيم تواضعه صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

     أيها الإخوة الكرام... مع شمائل النبي صلى الله عليه وسلَّم،   عظيم تواضعه صلى الله عليه وسلَّم مع أصحابه.   قال الله تعالى:  ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ وهناك شيء يلفت النظر.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ((لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ)) لماذا الكبر. فمهما كان قليلاً يفسد العمل؟ الكبر، يتناقض مع العبوديَّة، وقال صلى الله عليه وسلم:  ( (مَن حمل بضاعته فقد برئ من الكبر)) فلذلك من علامات المؤمنين التواضع، فكان عليه الصلاة والسلام المثل الأعلى في التواضع. 

  • من علامة تواضعه صلى الله عليه وسلَّم أنه يخدم نفسه بنفسه:  ((كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ)) ((كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ وَيَحْلُبُ شَاتَهُ وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ)) ((كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ))  
  • ومن تواضعه أنه كان يركب الحمار أحياناً، ولا يخصُّ نفسه بركوب الخيل. فكان عليه الصلاة والسلام ـ في زمانه كانت تعد الخيل مركبة فخمة، والأقل فخامة منها الحمار ـ فكان عليه الصلاة والسلام يركب الحمار، ولا يخصُّ نفسه بركوب الخيل كما هي عادة الملوك والأمراء.  ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَشْهَدُ الْجَنَازَةَ وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْعَبْدِ وَكَانَ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ عَلَى حِمَارٍ مَخْطُومٍ بِحَبْلٍ مِنْ لِيفٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ)) .
  • ومن تواضعه صلى الله صلى الله عليه وسلم ماورد عن أنس رضي الله عنه قال:  ((أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم من خيْبر، وإني لرديف أبي طلحة، وكان عليه الصلاة والسلام يُردف خلفه بعض أصحابه وصبيان أصحابه، ولا يستنكف من ذلك كما تأنف الكُبراء والأمراء)).  عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:  ((كنت وراء النبي صلى الله عليه وسلَّم ـ على الدابة ـ ليس بيني وبينه إلا مؤخِّرة الرحل. فقال: يا معاذ بن جبل، قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك...)) 
  • من تواضعه صلى الله عليه وسالَّم مشيته مع الأرملة، والمسكين، والأمة. عَنْ أَنَسٍ  ((أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَقَالَ يَا أُمَّ فُلَانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ فَخَلَا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا)) ((إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنْطَلِقُ بِهِ فِي حَاجَتِهَا)) أي ليقضي لها حاجتها بنفسه الكريمة. قال صلى الله عليه وسلم  ((من كان له صبي فليتصابَ له))  عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ:  ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...َلَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ الْحَاجَةَ)) مرَّة عدي بن حاتم أتى المدينة ليلقى النبي عليه الصلاة والسلام، وكان يتوقَّع أن النبي ملك وليس نبياً،  فلما رحَّب به النبي، أخذه إلى بيته، يقول عدي بن حاتم: " في الطريق استوقفته امرأةٌ فوقف معها طويلاً تكلِّمه في حاجتها، قلت في نفسي: والله ما هذا بأمر ملك، إنه نبي" . 
  • ومن تواضعه صلى الله عليه وسلَّم تكريمه لعباد الله المسلمين.  في حجة النبي، أن النبي صلى الله عليه وسلَّم أتى السقاية ـ أي أتى أناس يعملون في السقاية، سقاية الحجاج ـ فقال: " أنا عطش اسقوني " فقالوا:" إن هذا يخوضه الناس، ولكن نأتيك به في البيت"، قال: " لا حاجة لي فيه اسقوني مما يشرب منه المسلمون  ". من تواضعه لم يقبل أن يؤتى بشرابٍ خاص، وأبى إلا أن يشرب مما يشرب منه الناس، ولو خاضت فيه أيديهم . 
  •   النبي عليه الصلاة والسلام يطلب من سيدنا عمر أن يدعو له، هذا من تواضعه.  سيدنا عمر استأذن النبي في العمرة فقال:  ((لا تَنْسَنَا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ)) 

     قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  

((... وَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ وَلَا يَبْغِ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ)) 

     البغي: العدوان، أي لا عدوان مادي، ولا عدوان معنوي، العدوان المعنوي الكِبْر، والمادي أن تأخذ ماله، أو أن تسلبه شيئاً من حاجاته..  



المصدر: الشمائل المحمدية إصدار 1995 - الدرس : 11 - زيارته لضعفاء المسلمين عامة ولأهل الصفة خاصة