بحث

ملاطفته صلى الله عليه وسلم للصبيان ومؤانسته لهم

ملاطفته صلى الله عليه وسلم للصبيان ومؤانسته لهم

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة؛ مع شمائل النبي صلى الله عليه وسلَّم ملاطفته صلى الله عليه وسلَّم للصبيان، وملاعبته لهم، فليس عجباً أن تكون هناك علاقةٌ بين عظمة الإنسان، وبين لطفه وإيناسه للضعفاء والصغار. 

  • قَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُفُّ عَبْدَ اللَّهِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَكَثِيرًا مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ ـ أي يصف الصبيان على نَسق ـ ثُمَّ يَقُولُ مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَيَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ فَيَقَعُونَ عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ فَيُقَبِّلُهُمْ وَيَلْزَمُهُمْ)) على عظمة النبي، وعلى علو مكانته كان ينفق وقتاً في ملاعبة الصبيان، وأنه كان مؤنساً للصغار. 

  • وعَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: ((لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ جَعَلَ أَهْلُ مَكَّةَ يَأْتُونَهُ بِصِبْيَانِهِمْ فَيَمْسَحُ عَلَى رُءُوسِهِمْ وَيَدْعُو لَهُمْ فَجِيءَ بِي إِلَيْهِ وَإِنِّي مُطَيَّبٌ بِالْخَلُوقِ وَلَمْ يَمْسَحْ عَلَى رَأْسِي وَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّ أُمِّي خَلَّقَتْنِي بِالْخَلُوقِ فَلَمْ يَمَسَّنِي مِنْ أَجْلِ الْخَلُوقِ))

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((رأيت بعينيَّ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أخذ بيديه جميعاً، بكفي الحسن أو الحسين ـ أمسكه من كفيه ـ وقدميه على قدم رسول الله ـ جعل قدمي الحسن أو الحسين على قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ـ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ارق ـأي اصعدـ قال: فرقي الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله ، ثم قبَّله النبي عليه الصلاة والسلام وقال: اللهمَّ أحبّه فإني أحبه))

  • وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إذا قَدِم من سفرٍ تلقي بالصبيان من أهل بيته، وإنه قدم مرَّةً من سفره فسبق بي إليه، فحملني بين يديه، ثم جيْءَ بأحد ابني فاطمة رضي الله عنها إما الحسن وإما الحسين فأردفه خلفه، فدخلنا المدينة ثلاثةً على دابَّة)) النبي إذا كان في أهله فهو واحدٌ منهم؛ تواضع، إيناس، لطف، قُرب، مداعبة، مباسطة، هكذا كان النبي.

  • النبي صلى الله عليه وسلَّم إذا قُدِّمت له فاكهةٌ لأول مرَّة ـ في موسمها ـ كان يقبِّلها شكراً لله عزَّ وجل، وكان يعطيها لأصغر طفلٍ في المجلس، لأن الطفل يحب الفاكهة، ولا يعرف أنها غالية الثمن، يريد أن يأكل هذه الفاكهة.

  • أروع ما في الإيمان العدل بين أولادك، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ أُمَّهُ بِنْتَ رَوَاحَةَ سَأَلَتْ أَبَاهُ بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ مِنْ مَالِهِ لِابْنِهَا فَالْتَوَى بِهَا سَنَةً ثُمَّ بَدَا لَهُ فَقَالَتْ لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا وَهَبْتَ لِابْنِي فَأَخَذَ أَبِي بِيَدِي وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ هَذَا بِنْتَ رَوَاحَةَ أَعْجَبَهَا أَنْ أُشْهِدَكَ عَلَى الَّذِي وَهَبْتُ لِابْنِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( يَا بَشِيرُ أَلَكَ وَلَدٌ سِوَى هَذَا قَالَ نَعَمْ فَقَالَ أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هَذَا قَالَ لَا قَالَ فَلَا تُشْهِدْنِي إِذًا فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ))



المصدر: الشمائل المحمدية إصدار 1995 - الدرس : 10 - صفاته - ملاطفته للصبيان ومؤانسته لهم