بحث

نهجه صلى الله عليه وسلم إذا خرج من منزله

نهجه صلى الله عليه وسلم إذا خرج من منزله

بسم الله الرحمن الرحيم

     كان صلى الله عليه وسلم يقسم وقته ثلاثة أقسام؛ قسم لربه يمضيه في التعبد والتهجد وتلاوة القرآن والذكر، وقسم لنفسه يشطره شطرين؛ شطر لأخذ قسط من النوم، وشطر لقضاء حوائج الناس قضاءً خاصاً، وشطر لأهله يقسمه قسمين قسم يؤنسهم فيه، وقسم آخر يلبي بعض حوائجهم فيه. وإلى نبذة عن شمائل النبي عليه الصلاة والسلام إذا خرج من منزله...  

  • يحجم لسانه إلا فيما يعنيه: إذا خرج النبي عليه الصلاة والسلام من بيته،  قال الحسين رضي الله عنه: سألت أبي  - يعني علياً كرم الله وجهه - عن مخرجه كيف كان يصنع فيه؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحجم لسانه إلا فيما يعنيه،  راقب نفسك الحديث الذي تتحدث فيه هل هو مما يعنيك؟ قال عليه الصلاة والسلام:  (( مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ )).
  • يؤلف ولا ينفر: وكان عليه الصلاة والسلام يؤلفهم ولا ينفرهم، دائماً يوفق بين الناس، بين شريكين، بين أخوين، بين أب وابنه، بين بنت وأمها.   
  • يكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم: قال صلى الله عليه وسلم: "  أكرموا عزيز قوم ذلّ، وغني افتقر، وعالم ضاع بين الجهال "    هذه سفانة بنت حاتم طي وقعت أسيرةً عند النبي صلى الله عليه وسلم، مرّ عليه الصلاة والسلام وكانت ذكيةً جداً، فوقفت وقالت: يا رسول الله إن أبي كان يقري الضيف، ويعين على نوائب الدهر، أكرمني أكرمك الله،  قال: أطلق سراحها وأطلق سراح قومها إكراماً لها، ثم قال: أكرموا أباها فإنه كان يحب مكارم الأخلاق .    هكذا النبي دخل عليه عدي بن حاتم، رحب به.  
  • يحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي بشره عن أحد: احذروا الناس،  المؤمن كيس فطن حذر، المؤمن يحترس، يفكر بالعواقب، يتبصر لكن كان يحذر الناس ويحترس منهم، أي بشاشته للجميع، يبش للجميع لكنه يحذر بعض الناس، النبي عليه الصلاة والسلام قال:  (( لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنًا وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ ))
  • يتفقد أصحابه: يسأل عنهم، فلان ما شأنه؟ ما صنع فلان؟ أين فلان لم نره؟ غاب عنا طويلاً؟   
  • يسأل الإنسان عما في الناس: النبي صلى الله عليه إن جلس مع تاجر يسأله عن تجارته، مع مزارع عن زراعته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  (( من بات كالاً في طلب الحلال بات مغفوراً له ))
  • يحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهنه:
  • معتدل الأمر: صلى الله عليه معتدل الأمر غير مختلف، أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما.   
  • لا يغفل مخافة أن يغفلوا ويميلوا : أي لا يغفل عن نصح أصحابه، لا يغفل عن تذكيرهم، لا يغفل عن إرشادهم، لا يغفل عن تعليمهم، لا يغفلوا عن توجيههم، مخافة أن يغفلوا عن الله، فإذا غفلوا مالوا إلى الدنيا، وإذا مالوا لها هلكوا.   
  • لكل حال عنده عتاد: قال له رجل: انظر هذه الفرس أعلفها كل يوم صاع من بر لأقتلك عليها، قال له: إني قاتلك، هكذا كلام لا يحتاج إلى لطف، هذا الكلام يحتاج إلى كلام من وزنه، في أحد قال أحدهم: أين محمد ما نجوت إن نجا؟ دعوني، خلوا بيني وبينه، وكزه بالرمح فولى هارباً، قال: قتلني قتلني، فقال له: ما قتلك، قال: والله لو بسق عليّ لقتلني.    لأن لكل حال عنده عتاد، الكريم معه كريم، واللطيف معه لطيف.   
  • لا يقصر عن الحق ولا يتجاوزه: أي لا إفراط ولا تفريط.   
  • الذين يلونه من الناس خيارهم: أي الأوائل المتفوقين يكونوا أقرب الناس له، لو أن بعض الناس من دهمائهم، من سوقتهم كانوا إلى جانبه أي يسيؤون أحياناً، رجل جلس وصار يتجشأ تضايق منه رسول الله و قال له: كف عنا جشأك يا أخي ، النبي الكريم يتمنى أن يجلس حوله المتفوقون الصادقون المحبون، الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.  


المصدر: موضوعات فقهية متفرقة - الدرس : 20 - مسالك الشبهات - شمائل النبي صلى الله عليه وسلم.