أيها الإخوة الكرام، انطلاقاً من قوله تعالى:
﴿سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾
انطلاقاً من هذه الآية، لقد اكتشف العلماء الغربيون مؤخراً أن بين كل بحرين مالحين حاجزاً، تم تصويره من سفن الفضاء، هذا الحاجز يمنع مياه كل بحر من أن تختلط بمياه البحر الآخر، فلا يبغي بحر على بحر، بل يحافظ كل بحر على كثافة مياهه، ودرجة ملوحته، ونوع مكوناته، وهذا الحاجز ليس ثابتاً، بل هو متحرك بفعل الرياح، وحركة المد والجزر.
وحينما أطلّ بعض هؤلاء العلماء، وهم في نشوة اكتشافهم هذا أن في القرآن الكريم إشارة إلى هذا الكشف العلمي، وهو قوله تعالى:
﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ﴾
أخذتهم الدهشة..
وقد اكتشفوا أيضاً أن بين البحرين، الملح الأجاج، والعذب الفرات شيئين:
- حاجزاً يمنع مياه كل بحر من أن تطغى على الآخر، كما هو بين البحرين المالحين،
- حاجزاً يمنع أسماك المياه المالحة من أن تنتقل إلى المياه العذبة..
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الكشف أيضاً.. وسمى الحاجز الأول برزخاً، والثاني حِجراً.. فقال تعالى:
﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً ﴾
أما طبيعة هذين الحاجزين فما زالت موضع الدراسة.