بحث

ماء زمزم بين وصف النبي وتأكيد العلم الحديث لوصفه

ماء زمزم بين وصف النبي وتأكيد العلم الحديث لوصفه

بسم الله الرحمن الرحيم

     من الأمور التي حدثت منذ زمن بعيد هو ظهور الماء في الصحراء، وظهوره لسيدنا إسماعيل معجزة، وقد ذكرت ماء زمزم في أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم ماء بئر زمزم فقال:  

(إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ)   

      وقال صلى الله عليه وسلم:  

(وَشِفَاءُ سُقْم)  

      وقال صلى الله عليه وسلم:  

(خَيْرُ مَاءٍ فِي الأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ)  

      وقال صلى الله عليه وسلم:  

(مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ)  

      يعني أنه متعدد الفوائد. وكأن شرب هذا الماء نوع من العبادة. وقال صلى الله عليه وسلم:  

(فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ الله، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذاً بِهِ أَعَاذَكَ اللهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ اللهُ)  

      وقال صلى الله عليه وسلم:   

(إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ)   

      التضلع أن تشرب ملء جوفك من هذا الماء، وتبالغ في الشرب منه! هذا المعنى،   

     فماذا في العلم وتحليلاته الدقيقة عن ماء زمزم؟  

     أُجرِيَتْ في عام ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعين، وعام ألف وتسعمائة وثمانين تحاليل كيميائية من قِبَل شركات عالمية عملاقة ومتخصصة، فكانت النتائج عجيبة، حيث إن مياه زمزم خالية تماماً من أي نوع من أنواع الجراثيم المسببة للتلوث! وتعد المياه معدنية، وتعد المياه معدنية، ويتهافت الناس على شرائها إذا كانت نسبة أملاح المعادن فيها من مئة وخمسين إلى ثلاثمئة وخمسين مليغرامًا في اللتر، فهذه مياه معدنية تباع بالقوارير، أما مياه زمزم فتبلغ نسب المعادن فيها ألفي مليغرام في اللتر، ومن أبرز هذه الأملاح المعدنية الكالسيوم والصوديوم والمغنيزيوم والبوتاسيوم وغيرها.    

     يعد ماء زمزم من أغنى مياه العالم بعنصر الكالسيوم، إذ تبلغ نسبته فيه مئتي مليغرام في اللتر الواحد، لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال:  ((إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ)) وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: ((وَشِفَاءُ سُقْمٍ))  تعلمون أن الإنسان يملك هيكلا عظميًّا فيه خاصة اسمها التجدد، الهدم والإنشاء، لو أن الإنسان أهمل في بعض خاصيته عنصر الكالسيوم يصاب هذا الهيكل بما يصاب الترقق، أو لينَ العظام وهو مرض خطير، لو أن عظم الحوض كُسر في إنسان سنه متقدمة لكان طامة كبرى.  

     وقد دلت البحوث الحديثة الصحيحة أن أمراض شرايين القلب التاجية أقل حدوثاً عند الذين يشربون مثل هذه المياه، لقد صدق النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال:  ((وَشِفَاءُ سُقْمٍ))  إذاً لا بد من أن نبحث عن الاستطبابات الدقيقة لهذه المياه. بالمناسبة للنبي عليه الصلاة والسلام حديث شريف أراه من دلائل نبوة النبي، قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  ((لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ))     إذا قرأ الحديث مريض يمتلئ قلبه أملاً بالله عز وجل، وإذا قرأه طبيب يشعر بالتقصير!   

     وتعد المياه غازية هاضمة إذا احتوت على ما يزيد على مئتين وخمسين مليغرامًا في اللتر الواحد من البيكربونات، ومن أشهر المياه الغازية في العالم مياه نبع (إفيان) في فرنسا، إذ تبلغ نسبة البيكربونات فيه ثلاثمئة وسبعة وخمسين مليغرامًا في اللتر. أما ماء زمزم فنسبة البيكربونات فيه ثلاثمئة وستة وستون مليغرامًا في اللتر الواحد فهو أعلى نسبة بيكربونات في مياه العالم، مياه زمزم، لقد صدق النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال:  ((مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ))  

     يذكر بعض علماء الطب في كتاب طبع عام ألف وتسعمئة وخمسة وتسعين أن المياه المعدنية تفيد في علاج كثير من أمراض الروماتيزم، وزيادة حموضة المعدة والإسهال المزمن، وعسر الهضم، وهي ذات تأثير مدرّ، ومليّن، ومرمِّم لنقص المعادن في الجسم، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال:  ((فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ الله، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذاً بِهِ أَعَاذَكَ اللهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ اللهُ))  

     هناك قصة شهيرة جداً، أن مدرسة تقيم في باريس من أصل مغربي، أصيبت بورم خبيث في دماغها، وقد أنبأها طبيبها المتخصص أنه بقي لها في الحياة أسابيع، فاختارت أن تذهب إلى الديار المقدسة لتختم عمرها بعمرة في بيت الله الحرام، فشربت من ماء زمزم شرباً غير معقول، فكان الشفاء التام، وعادت إلى فرنسا، والتقت بطبيبها، وأخبرته بما حصل، وألَّفت قصّة شهيرة جداً، حيث ذكرت كيف أن الله شفاها بهذا الماء الذي جعله في بيته الحرام.  

     أريد أن أسأل، أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما أنبأنا بهذه الحقائق التي تطابقت تطابقاً تاماً مع البحوث العلمية الحديثة، ما المؤسسات العلمية العالية التي كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والتي أعطته هذه الحقائق المدهشة عن ماء زمزم؟ وما هي الهيئات البحوث المتخصصة التي توصلت لهذه النتائج عن ماء زمزم؟ وما نوع المخابر العملاقة التي حللت، واستنتجت نسب أملاح المعادن في ماء زمزم بدقة بالغة، والتي اعتمد عليها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المبارك؟ إنه الوحي!  ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾  هذه التوافقات العجيبة بين أقواله قبل ألف وأربعمئة عام وبين معطيات العلم الحديثة، يمكن أن يندرج تحت دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام.  



المصدر: الإعجاز العلمي - الندوة : 09 - ماء زمزم.