لقد حرم القرآن الكريم الدم بنصِّه الصريح، فالدم محرمٌ أكله، وقد ثبت من التحليلات التي أجراها العلماء، أن الدم يحوي نسبةً كبيرةً جداً من حمض البول وهو مادةٌ سامة تضرُّ بالصحة، لو استعملت غذاءً، وهذا هو السرُّ في الطريقة الخاصة التي أمر بها القرآن في ذبح الحيوانات.
الذبح في المصطلح الإسلامي هو الذبح بطريقةٍ معينة، بحيث يخرج سائر الدم من جسم الحيوان، ولا يتمُّ ذلك إلا بقطع الوريد الرئيسي فقط، وأن يمتنع الذابح عن قطع الأوردة الأخرى حتى تستمر العلاقة بين المخ والقلب، إذا بقيت علاقةٌ بين المخ وبين القلب، فالقلب يستمر في النبض، وإذا استمر القلب في النبض، دفع الدم كلَّه إلى خارج الجسم، وإذا دفع الدم كلُّه، فقد صار الحيوان المذبوح طاهراً مطهراً لئلا يكون سبب موته الصدمة العنيفة التي وجِّهت إلى أحد أعضاء الحيوان الرئيسة، كالدماغ، أو القلب، أو الكبد.
أما إذا ذبح على غير هذه الطريقة، يبقى الدم في العروق والشعريات، ويسري هذا الحمض السام الذي يؤذي الإنسان في أجزاء جسم الحيوان، وبهذا يتسمم اللحم كله وبوجود حمض البول في الدم، ووجود الدم في اللحم، يسري هذا إلى الإنسان، لذلك أكثر ما يعاني الإنسان الذي يأكل لحماً في بلادٍ غير إسلامية، ذبح بطريقةٍ غير إسلامية، يعاني من التهاب المفاصل، ومن آلام المفاصل، لأن هذا الحمض يترسَّب في المفاصل، لذلك ذكاة الذبيحة، أي طهارتها، بخروج الدم منها، حينما حرَّم ربنا سبحانه وتعالى علينا الدم، فلأن فيه مادةً سامة، هي حمض البول.
هكذا يبدو لنا أن كل شيءٍ حرمه الله علينا، إنما حرمه علينا لعلمه، وخبرته، ولأنه خلقنا، وهو أدرى بما ينفعنا، فمن خالف أمر الله عزَّ وجل فعليه أن يدفع الثمن.