بحث

أسماء بنت أبي بكر

أسماء بنت أبي بكر

بسم الله الرحمن الرحيم

النسب المعترف فيه في الإسلام:  

      أيها الأخوة الأكارم، مع سيرة صحابة رسول الله رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وصحابية اليوم السيدة أسماء بنت أبي بكر.  

      أيها الأخوة الأكارم، لا فرق في البطولة بين رجل وامرأة، فالإسلام يصنع المعجزات، يصنع الأبطال رجالاً كانوا أم نساءً، فصحابيَّتُنا الجليلة جمعت المجد من أطرافه كلها، أبوها صحابي جليل، وجدها صحابي جليل، وأختها صحابية، وزوجها صحابي، وابنها صحابي، وحسبها بذلك شرفاً وفخرًا، وبما أننا ذكرنا النسب فليَ تعليق عليه، النسب تاج لا يوضع إلا على رأس المؤمن، فإن لم يكن مؤمناً فلا قيمة له، والدليل قال تعالى: ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ)  

      أبو لهب عم النبي، وإذا كان هناك إيمان فالنسب تاج يزيد الشريف شرفاً، ويزيد ذا المروءة مروءةً، أما إن لم يكن هناك إيمان فلا قيمة للنسب إطلاقاً، بل هو حجة على صاحبه، وأقوى دليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ  

      فمن دون إيمان فلا قيمة للنسب.  

       قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ، قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا  

لا تقل: أصلي وفصلي أبدا      إنما أصل الفتى ما قد حصل  

      قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ مِنْهُمْ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ  

      فأبو سفيان زعيم قريش وقف بباب عمر ساعات طويلة فلم يُؤذن له، وبلال وصهيب يدخلان ويخرجان بلا استئذان فآلمه ذلك فلما دخل عليه،   

       قال: زعيم قريش يقف ببابك ساعات طويلة ولم يؤذن له، وصهيب وبلال يدخلان بلا استئذان،   

      فأجابه بكلمة واحدة،   

       قال: يا أبا سفيان أأنت مثلهما؟   

      هذا هو الجواب، فالنسب والحسب والأسرة والعائلة والرفعة هذه من دون إيمان لا قيمة لها إطلاقاً، لكن إذا آمنت فربما كان النسب تاجاً تتوِّج به إيمانك، هذا موضوع النسب.  

      قال عليه الصلاة والسلام: سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ  

      هذا موضوع النسب لا يُتكلم به، ولا يُفتخر به، ولا يُذكر إلا مع الإيمان، وهو تاج يتوِّج الإيمان، فإن لم يكن هناك إيمان فلا أحد يعبأ به،   

      أبوها سيدنا الصديق خليل النبي عليه الصلاة والسلام في حياته، وخليفته بعد مماته، جدها أبو عتيق والد أبي بكر رضي الله عنه، أختها أم المؤمنين عائشة الطاهرة المبرَّأة، زوجها حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام.  

 لقب أسماء بنت أبي بكر:  

      كانت أسماء من السابقين إلى الإسلام، إذ لم يتقدم عليها في هذا الفضل العظيم غير سبعة عشر إنساناً، بين رجل وامرأة، فكان ترتيبها المسلمة الثامنة عشرة، فهذه الصحابية الجليلة لقبت بذات النطاقين،   

      أنا أقول الجليلة لأن الإسلام يصنع الأبطال، ذكوراً كانوا أم إناثاً، وأنا أشهد الله أن في مجتمعاتنا من النساء ما إن إحداهن لتَعْدِل عند الله مئة ألف رجل، بطاعتها لله، وتفانيها بخدمة زوجها، وأولادها، وتقديمها للمجتمع عناصر طيبة، وحسن تربيتها، وصبرها على أسرتها.  

      عن أسماء بنت يزيد الأنصارية أنها قالت  

       يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الرجال فُضِّلوا علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج، والعمرة، والرباط،   

      فقال عليه الصلاة والسلام: انصرفي أيتها المرأة وأعلمي مَن وراءك من النساء أنَّ حسنَ تَبَعُّلِ إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله  

      هذه السيدة الجليلة الصحابية الكريمة لقبت بذات النطاقين، لأنها صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبيها يوم هاجرا إلى المدينة زاداً، وأعدَّتْ لهم سقاءً، فلما لم تجد ما تربطهما به شقت نطاقها شقين، فربطت بأحدهما المزود، وبالثاني السقاء، فدعا لها النبي عليه الصلاة والسلام أنْ يبدلها الله منهما نطاقين في الجنة، فلقِّبَتْ يومئذٍ أسماءُ بنت أبي بكر ذات النطاقين.  

زوجها:  

      أيها الأخوة، تزوج بها الزبير بن العوام وكان شاباً مرملاً، يعني فقيراً، وليس له خادم ينهض بخدمته، وليس له مال يوسع به على عياله غير فرس اقتناه،   

      والبطولة أن تزوج ابنتك للمؤمن، فقيراً كان أم غنياً، ولا تعبأ بالمال، لأنه إن كان فقيراً، وكان مؤمناً فسوف يغنيه الله من فضله.  

      سعيد بن المسيب من كبار التابعين، وكان قاضياً من كبار القضاة في عهد عبد الملك بن مروان، وكان له ابنة من خير النساء، تحفظ كتاب الله، فقيهة، وتحفظ الحديث الشريف، وعلى مستوىً رفيع من الكمال الخُلقي والخَلقي، ولأنها من أعلى النساء علماً وخَلقاً وخُلقاً خطبها عبد الملك لابنه الوليد، والقصة طويلة، لكن آخر فقرة في القصة عنده تلميذ فقير جداً، غاب عنه أسبوعين، فلما تفقّده   

      قال: يا سيدي، ماتت زوجتي،   

      قال: لمَ لمْ تخبرنا؟   

      فقال: استحييت أن أخبرك، وكنت قد هيأتها للدفن،   

      فقال له: هل لك من زوجة؟   

      فقال: لا يا سيدي، أنا فقير،   

      فقال له: أزوجك ابنتي،   

      فما صدق من شدة الفرح، ولا يملك شيئاً، وفي الليلة نفسها طُرِقَ الباب،   

      فقلت: من الطارق؟   

      قال: سعيد، قال هذا التلميذ الفقير: استعرضت كلَّ مَن اسمه سعيد، فلم يخطر على بالي أن يكون الطارق سعيد بن المسيب، فلما فتح الباب رأى شيخه، ومعه ابنته التي عقد له عليها بالنهار،   

      وقال: خذْ زوجتك، لقد كرهتُ أن تنام الليلة وحدك.  

      قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ، قَالَ: إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ  

      كانت أسماء نِعْمَ الزوجة الصالحة لزوجها، تخدمه، وتسوس فرسه،   

      واحد خطب امرأة، فأراد أن ينصحها، قال: يا فلانة، إن في خلقي سوءاً، فأجابته إجابة مفحمة، قالت له: إن أسوأ خلقاً منك من حاجك إلى سوء الخلق، هكذا المرأة المؤمنة.  

      كانت له نِعْمَ الزوجة الصالحة، تخدمه، وتسوس فرسه، ترعاه، وتطحن النوى لعلفه، حتى فتح الله عليه، فغدا من أغنى أغنياء الصحابة، ولما أتيح لها أن تهاجر إلى المدينة فراراً بدينها إلى الله ورسوله، كانت قد أتمَّتْ حملها بابنها عبد الله بن الزبير،   

      وعبد الله بن الزبير هذا الذي كان مع غلمان يومًا يلعبون، فمر عمر بن الخطاب، فلما رأوه، وكان ذا هيبة شديدة تفرَّقوا إلا عبد الله بن الزبير، بقي واقفاً بأدب، شيء يلفت النظر، فلما وصل إليه   

       قال: يا غلام، لمَ لمْ تهرب مع من هرب؟   

       قال: أيها الأمير، لستَ ظالماً فأخشى ظلمك، ولستُ مذنباً فأخشى عقابك، والطريقُ يسعُني ويسعُك.  

      لم يمنعها الحمل من تحمّل مشاق الرحلة الطويلة، فما إن بلغت قباء حتى وضعت وليدها عبد الله بن الزبير في أثناء الهجرة، فكبّر المسلمون، وهلّلوا، لأنه كان أول مولود يولد للمهاجرين في المدينة،   

      فحملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضعته في حجره، فأخذ شيئاً من ريقه الشريف، وجعله في فم الصبي، ثم حنكه ودعا له، ومن السنة تحنيك المولود عند ولادته، والأذان في أذنه اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى، فكان أول ما دخل في جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.  

شمائلها:  

      وقد اجتمع لأسماء بنت أبي بكر من خصال الخير، وشمائل النبل، ورجاحة العقل ما لم يجتمع إلا للقليل النادر من الرجال، فقد تجد امرأة تعدل عند الله مئة ألف رجل، برجاحة عقلها، وصدق إيمانها، واستقامتها، وإخلاصها، وتفانيها في خدمة زوجها وأولادها، ويجب أن نعرف أن المرأة كالرجل في التكليف وفي التشريف، لكن لها خصائص تميزها عن الرجل، وله خصائص تميزه عن المرأة، وليست مجال انتقاص لكليهما،   

      مثلاً: هذا مثل واقعي، المكان المعد للبضاعة في السيارات إذا كان واسعاً جداً في الشاحنات نقص أم كمال؟ كمال، أما في السيارات التي مهمتها نقل الركاب؟ فهو نقص.  

      قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:   

       يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ: وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ، قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ، قَالَ: أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ فَهَذَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَتَمْكُثُ اللَّيَالِي مَا تُصَلِّي وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ فَهَذَا نُقْصَانُ الدِّينِ  

      لم يقصد النبي عليه الصلاة والسلام أن يذم المرأة، لكن عقل المرأة مع عاطفتها مجموعهما واحد، وعقل الرجل مع عاطفته مجموعهما واحد، فحينما تُهَيَّأَ المرأة لتكون أمًا فلا بد من عاطفة جياشة، ولا بد من إحساس مرهف، ولا بد من رقّة في المشاعر، أمّا حينما يُهَيَّأُ الرجل ليقود أمةً، أو يكسب رزقاً فلا بد من عقل يزيد على عاطفته، ولا بد من أجل تربية الأم أولادَها من عاطفة تزيد على عقلها، إذاً: فالمجموع ثابت، فكمالها في زيادة عاطفتها على عقلها، وكماله في زيادة عقله، ومجموع العقل والعاطفة في النوعين واحد.  

      قيل: هذه أسماء بنت أبي بكر كانت من الجود حيث يضرب بها المثل، حدث ابنها عبد الله فقال:   

       ما رأيت امرأتين قط أجود من خالتي عائشة وأمي أسماء، لكن جودهما مختلف، أما خالتي فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها ما يكفي قسمته بين ذوي الحاجات، وأما أمي فكانت لا تمسك شيئاً إلى الغد.  

      يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه سائل، فقال له: اذهب إلى فلان، يقصد أحد الصحابة، فانطلق إلى داره فإذا هو يلتقط الحَبّ من الأرض، حبَّ القمح المتناثر، فقال في سرِّه: هذا الذي يلتقط الحب أيعقل أن يعطيني شيئًا الآن؟ مستحيل، فقال الصحابي: يا رجل، لِمَ أتيت إليَّ؟ فاضطرب، وقال: واللهِ لقد أرسلني النبي الكريم إليك لتعطيني مما أعطاك الله، فلما رأيتك تلتقط الحب توقعت ألاّ تعطيني شيئاً، فقال له: يا أخي، نجمع هكذا لننفق هكذا، اذهب وخذ أيّة ناقة شئت، فأخذ ناقة فتبعها عشرة من أولادها، فقال: خذهنّ جميعاً، فقال له: عجبت لأمرك! تلتقط الحَبَّ من الأرض، وتنفق هذا الإنفاق، فأجابه قائلاً: يا أخي، نجمع هكذا لننفق هكذا.  

بعض من مواقفها:  

      عندما خرج الصديق مهاجراً بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل معه كل ماله، ومرة   

       قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: يا أبا بكر، ماذا أبقيت لنفسك؟   

       قال: الله ورسوله،   

      حمل ماله كله ومقداره ستة آلاف درهم، ولم يترك لعياله شيئاً  

      فلما علم والده أبو قحافة برحيله، وكان ما يزال مشركاً جاء إلى بيته،   

      وقال لأسماء: واللهِ إني لأراه قد فجعكم بماله، بعد أن فجعكم في نفسه،   

       فقالت له: كلا يا أبت، إنه قد ترك لنا مالاً كثيراً، ثم أخذت حصى، ووضعته في الكوة التي كانوا يضعون فيها المال، وألقت عليه ثوباً ثم أخذت بيد جدها،   

      وكان مكفوف البصر  

       وقالت: يا أبتِ، ضع يدك على المال، وانظر كم ترك لنا من المال؟   

      فوضع يده عليه، وقال: لا بأس إذا كان ترك لكم هذا كله، فقد أحسن  

      فقد حلّت مشكلة لئلا يغضب وينفجر على ابنه الذي أخذ المال كله، وقد عرفت حكمة أبيها وشدة قلقه على النبي عليه الصلاة والسلام، وهما يقدِمان على رحلة مجهولة، فأخذ المال كله لينفق عليه،   

       لذلك عليه الصلاة والسلام قال: ما ساءني قط، فاعرفوا له ذلك،   

       خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:   

       إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ خُلَّةُ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ  

      قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، زَوَّجَنِيَ ابْنَتَهُ،وَحَمَلَنِي إِلَى دَارِ الْهِجْرَةِ، وَأَعْتَقَ بِلَالاً مِنْ مَالِهِ، رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ يَقُولُ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ تَسْتَحْيِيهِ الْمَلَائِكَةُ، رَحِمَ اللَّهُ عَلِيًّا اللَّهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ  

      وسيدنا الصديق ما عبد صنمًا قط، ولا شرب خمرًا قط، ليس له جاهليـة،   

      أرادت أسماء أن تسكن نفس الشيخ، وألاّ تجعلـه يبذل لها شيئاً من ماله الخاص، ذلك لأنها كانت تكره أن تجعل لمشرك عليها يداً حتى لو كان جدها، وهذا الموقف من أبرز مواقف السيدة أسماء الذي يدل على رجاحة عقلها، وقوة إيمانها، وشدة حزمها.  

وفاتها:            

      لحقت أسماء بنت أبي بكر بجوار ربها وقد بلغت من العمر مئة عام لم يسقط لها سن ولا ضرس، ولم يغب من عقلها شيء.  



المصدر: السيرة - رجال حول الرسول - الدرس (25-50) : السيدة أسماء بنت أبي بكر