بحث

آية من القرآن ألهمت في استنباط علاج

آية من القرآن ألهمت في استنباط علاج

بسم الله الرحمن الرحيم

     أيها الأخوة، تمكّن عالم مسلم من الحصول على براءة اختراع دولتين؛ الأولى براءة اختراع أوروبية، والثانية براءة اختراع أمريكية، وذلك بعد أن قام بتصنيع قطرة للعين لمعالجة المياه البيضاء، استلهمها من نصوص سورة يوسف عليه السلام، يقول هذا الدكتور: كنت في فجر أحد الأيام أقرأ في كتاب الله عز وجل، فاستوقفتني هذه القصة العجيبة، وأخذت أتدبر الآيات الكريمات، التي تحكي قصة تآمر أخوة يوسف عليه السلام، وما آل إليه أمر أبيه بعد أن فقد بصره. فقد جاء عن سيدنا يعقوب عليه السلام في سورة يوسف قول الله تعالى:  ﴿وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾  وكان ما فعله سيدنا يوسف عليه السلام بوحي من ربه أن طلب من أخوته أن يذهبوا لأبيهم بقميص الشفاء.  ﴿ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾  قال تعالى:  ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾  من هنا كانت البداية... 

     القميص ما به؟ قال: وأخذت أسأل نفسي ترى ما الذي يمكن أن يكون في قميص يوسف عليه السلام حتى يحدث هذا الشفاء وعاد الإبصار إلى ما كان عليه؟ ومع إيماني بأن القصة معجزة، أجراها الله على يد نبي من أنبياء الله، وهو سيدنا يوسف عليه السلام، إلا أني أدركت أن هناك بجانب المغزى الروحي الذي تفيده القصة مغزى آخر مادياً، يمكن أن يوصلنا إليه البحث تدليلاً على صدق القرآن الكريم، وأخذت أبحث حتى هداني الله إلى ذلك البحث، إلى علاقة الحزن بظهور المياه البيضاء، هناك علاقة بين الحزن وبين الإصابة بالمياه البيضاء، حيث أن الحزن يسبب زيادة هرمون الأدرينالين وهو يعتبر مضاداً لهرمون الأنسولين، وبالتالي فإن الحزن الشديد أو الفرح الشديد يسبب زيادة مستمرة في هرمون الأدرينالين، الذي يسبب بدوره زيادة في سكر الدم، وهو أحد مسببات العتامة، هذا بالإضافة إلى تزامن الحزن مع البكاء، ولقد وجدنا أول بصيص أمل في سورة يوسف عليه السلام، فماذا يمكن أن يكون في قميص سيدنا يوسف عليه السلام من شفاء؟ وبعد التفكير لم نجد سوى العرق، عرق الإنسان، وكان البحث في مكونات عرق الإنسان، حيث أخذ هذا الطبيب عدسات مستخرجة من عيون من ابتلوا بالابيضاض بالعملية الجراحية التقليدية، وتمّ نقعها في العرق، فوجدنا أنه تحدث حالة من الشفافية التدريجية لهذه العدسات، العدسة كانت حليبية، غير شفافة، فلما نقعت في عرق الإنسان بدأت تصبح شفافة.  وكان السؤال الثاني: هل كل مكونات العرق فعّالة في هذه الحالة أم إحدى هذه المكونات؟ بالفعل أمكن التوصل إلى إحدى المكونات، مركب البولينا في العرق، مادة من أربع وستين مادة، والتي أمكن تحضيرها كيميائياً، وأجريت على مئتين وخمسين متطوعاً، معهم مياه بيضاء، وزال هذا البياض من تسعين بالمئة من هؤلاء، من دون عملية جراحية بهذه القطرة المأخوذة من البولينا أحد مكونات العرق، هذا كلام الله:  ﴿وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾  هذا العالم من هذه الآية استنبط قطرة توضع على العين المبيضة، فتعود لها شفافيتها، تسعون بالمئة من هؤلاء المتطوعين عادت لهم شفافية عدساتهم من دون عمل جراحي. 



المصدر: الخطبة : 1158 - الموضوعية ، الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم