بحث

الآثار المترتبة على معرفتك بأسماء الله الحسنى

الآثار المترتبة على معرفتك بأسماء الله الحسنى

بسم الله الرحمن الرحيم

     تعد الأسماء الحسنى أكبر ركيزة في الإيمان، وسوف نرى الآثار المترتبة على معرفتك بأسماء الله الحسنى.  

 

  • الأثر الأول: تعظيم الله عز وجل:

﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ﴾

     يجب أن نؤمن إيماناً قطعياً أن الإيمان بالله شيء، وأن الإيمان به عظيماً شيء آخر، الدليل قوله تعالى:  ﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ﴾  أي: مًن استحق دخول النار. التركيز على كلمة ( عظيم ). لأن إبليس آمن بالله: ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ ﴾  آمن به رباً وعزيزاً وخالقاً:  ﴿خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِين ٍ﴾  وآمن باليوم الآخر، ومع ذلك هو إبليس، فالذي يؤمن دون أن يستقيم يمكن أن نسمي إيمانه إيماناً إبليسياً، الذي يؤمن دون أن يلتزم، الذي يؤمن دون أن يقف موقفاً يؤكد إيمانه، لأن الإيمان ما وقر في القلب، وأقر به اللسان، وأكده العمل، فلذلك ادعاء الإيمان لا قيمة له.  

     أيها الإخوة، أول شيء من آثار الإيمان بأسماء الله الحسنى تعظيم الله، ويجب أن تؤمن أن هناك علاقة مطردة بين تعظيم الله وطاعته. هناك مثل أضربه كثيراً: قد تأتيك ورقة من دائرة البريد ؛ أن تعال يوم الخميس لتسلُّم رسالة مسجلة، هذه الورقة لا تحرك فيك شعرة، وقد تذهب وربما لا تذهب، قد تأتيك ورقة بالقياس نفسه من جهة أخرى فلا تنام الليل ثلاثة أيام، لأنك سمعت قصصاً كثيرة عن الذين دخلوا، ولم يرجعوا، لذلك صار عندك ترقب، فحينما تؤمن بالله العظيم تستقيم على أمره، كلما ازداد إيمانك ازدادت خشيتك، لأن مقياس إيمانك هو استقامتك، هؤلاء الذين يقول أحدُهم: أنا مؤمن، ما دمت مؤمناً فلمَ تعصي الله ؟   

     صدقوا أيها الإخوة الكرام أن أسماء الله الحسنى يمكن أن تكون أكبر ركن من أركان الإيمان بالله.    
     أذكر مرة كنت في مسجد، ودخل إنسان قصير القامة، منحني الظهر، يرتدي ثيابا بيضاء ليصلي المغرب، أنا وصديق لي ما إن رأيت هذا الإنسان حتى أسرعت إليه، وسلمت عليه سلاماً في أعلى درجات الأدب، الذي كان معي لفت نظره هذا الاهتمام، قال لي: من هذا؟ قلت: هذا عميد كليتنا، وعلّمنا أربع سنوات، وهو من أكبر العلماء في البلد، هو يراه إنسانا كبيرا في السن، منحني الظهر، دخل ليصلي، أما أنا فاستمعت إلى دروسه أربع سنوات، فحجمه عندي كبير جداً. كلما تعمقت في أسماء الله الحسنى كان تعظيمك لله أكبر، وكانت طاعتك أشد، وكانت مسارعتك إلى رضوانه أكثر، فأصل الدين معرفة الله  

     أيها الإخوة الكرام، حينما تعرف أسماء الله الحسنى تعد للمليار قبل أن تعصيه، قبل أن تأكل مالاً حراماً، قبل أن تغشّ، يمكن أن يكون الدواء ثمنه ألف ومئتان، وفي غفلة منك مضى وقت صلاحيته، تحكه بالشفرة، يأتي طفل فتبيعه الدواء، لقد ألغيت صلاتك وصيامك، وحجك وزكاتك، لأنك بنيت ربحك على مضرة إنسان. الدين ليس في هذا المسجد، في أعمالكم، في بيوتكم، في الأسواق، في العيادة، في المكتب الهندسي، في مكتب المحاماة، الدين هناك، حينما تقف عند الحدود، وحينما تخشى ربك المعبود، وحينما تستقيم على أمرك، بأيّ مظهر كنت فأنت مقبول عند الله، بأية طريقة كنت أنت مقبول عند الله، وتعلُّقُ المسلمين بالمظاهر أوردهم المهالك.  

     أيها الإخوة الكرام، أول أثر من آثار الإيمان بأسماء الله الحسنى تعظيم الله، ومع التعظيم الخشية، لذلك الخوف من الله والخشية منه يرافقه الاستقامة على أمر الله، وكلما عظمته كلما ازددت طاعة له، لا تمتحن إيمانك بأنك تقر بأن لا إله إلا الله، امتحن إيمانك بطاعتك لله، الإيمان الذي لا يحملك على طاعة الله إيمان إبليسي لا يقدم ولا يؤخر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:   ((... وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ )) عمرة رمضان فيها أربع ملايين مسلم، .... أعطني مؤمناً وقّافاً عند حدود الله، وخذ نصراً مؤكداً، الله عز وجل لا يتخلى عنا، لكن النصر له أسباب، وما لم ندفع ثمن النصر فلا يمكن أن نرى نصراً.  

     أيها الإخوة الكرام، حينما تتعرف إلى اسم ( الحليم )، الحليم يمهل ولا يهمل، الحليم لا يعني أنه لا يعاقب، لكن لا يسرع في العقاب، وحينما تعرف اسم ( الغفور ) تستغفر الله، حينما تعرف اسم ( الرحيم ) تسأله التوبة، حينما تعلم أنه شديد العقاب، حينما تعلم أنه منتقم، منتقم أي يوقف الكافر عند حده، من هو أغبى الأغبياء ؟ الذي لا يدخل الله في حساباته.  

     أَحَبَّ راكب سيارة أن يبرز مهارته بالقيادة ، وفي الطريق جرو صغير على طريق المطار في أيام الشتاء، الطريق المعبد أدفأ من التراب، لونه أسود فيمتص الحرارة، فهذا الجرو الصغير جالس على طرف الطريق ويداه خرجت عن حجم جسمه بخمسة سنتمترات، فاستطاع هذا السائق الماهر أن يقص يديه فقط دون أن يقتله، وأطلق ضحكة هسترية، كان إلى جانبه رجلٌ أعرفه معرفة جيدة، وحدثني عن هذه القصة بأنه رآها بنفسه، قال: في يوم السبت المُوالي في هذا المكان أصاب العجلة عطب، فبدلها، في أثناء التبديل فسدت الرافعة، ووقعت العجلة بعد أن فكها من السيارة على رسغيه، والمركبة فوق العجلة، فهرست رسغاه، ذهبوا به إلى المستشفى فاضطروا لقطع يديه، يقسم بالله العظيم إنه بعد أسبوع فقَدَ يديه.   

     الله كبير، لسبب تافه يجعل الله الحياة جحيماً لا يطاق، ما مِن إلهٍ إلا الله، هذا التوحيد، وعدّ للمليار قبل أن تعصي الله، قبل أن تقتل حيوانا بغير ذنب، قبل أن تأكل مالاً حراماً، قبل أن تغش.  

     هناك سائق سيارة حديثة، لكنه جاهل بميكانيكها، فيها خطأ بسيط يحل في خمس دقائق، أوهم المصلح صاحبها أن بها خللاً خطيراً يحتاج إصلاحها إلى أيام ثلاثة، وطلب منه عشرة آلاف ليرة، وهي تصلح تصلَّح في ثانية، قال لي جاره: أول يوم أخذ بها أهله إلى مصيف جميل، واليوم الثاني ذهب إلى طريق المطار، واليوم الثالث إلى مكان آخر، أصلحها في دقائق، واستخدمها أياماً ثلاثة، فعاتبه جاره، قال له: معقول ؟ قال له: هكذا الشغل، أنت لا تفهم، يقسم لي بالله العظيم إنه بعد أيام دخلت نثرة من فولاذ في عين ابنه كلّفته عمليه نزعها ثلاثين ألفًا، الله كبير، فإياك أن تغلط مع الله.  

 

  • الأثر الثاني: تعظيم القربات إلى الله وتعظيم المؤمنين:

     من تعظيم الله تعظيم القربات إليه، أن يتاح لك عمل صالح ترفض أيّ موعد آخر من أجله، عندك درس علم، عندك خدمة، عندك صلة رحم، عندك دعوة إلى الله، هذه مقدَّمة على كل النشاطات، تعظمه، وتعظم القربة إليه، تعظمه وتعظم العمل الصالح.   

     من لوازم تعظيم الله أن تعظم المؤمنين، وقد تعظم حاجباً في دائرة مستقيماً مؤمناً، وقد لا تكترث بأعلى مرتبة في الدائرة إن لم تكن مستقيما. لا أن تتهمهم بالغباء والفقر، والتخلف، وهؤلاء الذين يقترفون المعاصي والآثام يتبادلون الزوجات، يقرون المثلية الجنسية، هؤلاء تراهم أناسا أذكياء كبراء متبحرين في العلوم، متمكنين من الصناعة والتجارة، أحياناً تكرم إنسانا تكريما غير معقول، ويرتكب المعاصي جهاراً بعمل فني، وأنت تكرمه تكريما غير معقول، هذا التكريم على ماذا يدل؟ على أن مبادئ الدين لا قيمة لها عندك. يجب أن يكون ولاءك لله، الولاء والبراء ركن سادس من أركان الدين، أن توالي المؤمنين، ولو كانوا ضعافاً فقراء، وأن تتبرأ من الآخر غير المؤمن، ولو كان قوياً وغنياً. لا أقول: الاستهانة بالمخلوقين، لا أقصد احتقارهم، ولكن أقصد إذا دعوك إلى معصية ألا تعبأ بهم، لا برضاهم، ولا بغضبهم. حينما تعرف الله فلا تعصي ربك من أجل مخلوق، كائناً من كان، لا تتضعضع أمام قوي، ولا أمام غني، ومن تضعضع أمام غني ذهب ثلثا دينه، ويقاس عليه من تضعضع أمام قوي ذهب ثلثا دينه.   

     لو فرضنا منصبا دينيا رفيعا جداً، وهناك حاجب أمّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، وجاءت امرأة إلى صاحب هذا المنصب الرفيع، وملأ عينيه من محاسنها، وهذا الحاجب غض بصره عنها، لكنه أميّ، من هو العالم عند الله؟ هذا الحاجب، مقاييس الله غير مقاييسنا، مقاييسنا دكتوراه، وشهادات، ومؤتمرات، ومظاهر صارخة، هذه مقاييس البشر، لكن مقاييس خالق البشر شيء آخر.  

 

  • الأثر الثالث: التوبةُ:

     معرفة أسماء الله الحسنى من نتائجها التوبة، لأن الله عز وجل ما أمرنا أن نتوب إليه إلا ليتوب علينا، لأنه رحيم بنا، وما أمرنا أن نستغفره إلا ليغفر لنا، وما أمرنا أن ندعوه إلا ليجيب لنا، معك دعاء وتحزن؟ معك أقوى سلاح في الكون، الدعاء سلاح المؤمن، معك الدعاء وتحزن؟  

 

  • الأثر الرابع: أنْ تدعو إلى الله، ولا تخشى إلا الله  

     أيها الإخوة الكرام، الثمرة الرابعة: أنْ تدعو إلى الله، ولا تخشى إلا الله. وحينما تعرف الله تعرف أسماء الله الحسنى تدعو إليه، ولا تأخذك في الله لومة لائم، لا تجامل، لا تنافق، لا تقول: لا علاقة لي، لا تقول: أسلم لي ألا أدعو إلى الله، ترى أن الله معك، وأن الله بيده كل شيء: ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾

     تعرفون مَن الحَجّاج، أحد التابعين في عهده قام بواجب البيان، فبين، فغضب الحجاج، وقال لجلسائه: والله يا جبناء لأروينكم مِن دمه، أمر بقتله بكلمة لا تحتاج إلى محكمة، ولا محامي دفاع، ولا محامي إثبات، فاستدعي للقتل، وجيء بالسياف، ومد النطع، لما دخل الحسن البصري على الحجاج رأى السياف واقفًا، والنطع ممدودا، ففهِم كل شيء، أنه مقتول، حرك شفتيه، وما فهم أحد ماذا قال، فإذا بالحجاج يقف له ويقول: أهلاً بأبي سعيد، أنت سيد العلماء، وما زال يقربه من مجلسه حتى أجلسه على سريره واستفتاه، وأكرمه، وعطره، وضيفه، وشيعه إلى باب القصر، السياف صُعق، لماذا جيء به ؟! جيء به ليقتله، صُعق الحاجب، وتبعه، وقال له: يا أبا سعيد، ماذا قلت؟ قال له: قلت: يا ملاذي عند كربتي، يا مؤنسي في وحشتي، اجعل نقمته علي برداً وسلاماً، كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم.  

     إذا عرفت أسماء الله الحسنى يكون الله عندك عظيماً، وإذا عرفت أسماء الله الحسنى يكون المخلوق عندك صغيراً، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. لذلك كلمة الحق لا تقطع رزقاً، ولا تقرب أجلاً، قال تعالى: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾ . لا تأخذك في الله لومة لائم، من أين تأتيك الشجاعة؟ من التوحيد، ومن معرفة أسماء الله الحسنى، من أين يأتي الجبن والنفاق؟ من ضعف التوحيد، ومن ضعف معرفتك بأسماء الله الحسنى.  

     للتقريب: هل يمكن لجندي جديد التحق بثكنة، وعريف هذا الجندي الجديد والده قائد الجيش، فلما هدده هذا العريف صار يبكي، هذا أحمق، حينما تؤمن أن أمرك بيد الله، وما سلّمك إلى أحد، ولو سلّمك إلى أحد كيف تعبده؟ تقول: يا رب، أنا مضطر أن أعبد غيرك الذي سلمت أمري إليه: ﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾  أمرك بيده، صحتك بيده، زوجتك بيده، رزقك بيده، أولادك بيده، مكانتك بيده، راحتك النفسية بيده، الرضى الذي ترضى به بيديه، أمنك بيده، خوفك بيده، لذلك أكبر ثمرة أو أكبر نتيجة سيئة للشرك: ﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ﴾ حينما تشرك يمتلأ القلب خوفاً فتنافق، تكذب، وتفعل كل المعاصي بدافع من خوفك الشديد، والخوف بسبب عدم معرفتك بالله عز وجل.   

 

  • الأثر الخامس: مراقبة الله عز وجل:

     مراقبة الله عز وجل، الله سميع، كلامك يسمعه، تقول كل يوم، سبعا وعشرين مرة تقريباً: سمع الله لمن حمده، الله سميع، ما تكلمتَ، تحركت فهو بصير، لا تحركت، ولا تكلمتَ، ضمرت في نفسك شيئا الله به عليم، فهو سبحانه سميع بصير عليم.  

     أحياناً يتاح لك أن تأكل مليارات، ولست مداناً على وجه الأرض، لكن المؤمن والله لا يستطيع أن يأكل قرشاً واحداً، والنبي عليه الصلاة والسلام وجد تمرة على السرير في غرفته، قال: يا عائشة، والله لولا أن أخشى أن تكون هذه التمرة من تمر الصدقة لأكلتها، يبدو أنه اشتهاها، تمرة، لكنه خشي أن تكون من تمر الصدقة، هكذا كان ورع النبي عليه الصلاة والسلام، لذلك ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط.  ((من لم يكن له ورع يحجزه عن معصية اللّه إذا خلا بها لم يعبأ اللّه بسائر عمله شيئاً ))

     سيدنا ابن عمر حينما التقى راعياً قال له: بعني هذه الشاة، وخذ ثمنها، قال له الراعي: ليست لي، يقول: قل لصاحبها: ماتت، أو أكلها الذئب، يقول الراعي: ليست لي، يقول له: خذ ثمنها، يقول له الراعي: والله إنني لفي أشد الحاجة إلى ثمنها، ولو قلت لصاحبها: ماتت، أو أكلها الذئب لصدقني، فإني عنده صادق أمين، ولكن أين الله؟   

     هذا الراعي لا عنده إنترنت، ولا عنده فضائيات، ولا عنده مكتبة ضخمة من الأرض إلى السقف، ما عنده هذا، وضع يده على جوهر الدين، والذي يستطيع أن يتكلم عشر ساعات من دون تحضير، وله معصية جاهل عند الله عز وجل، يستطيع أن يتكلم عشر ساعات، طليق اللسان، عندك معلومات غزيرة جداً، إذا ما كنت مستقيما فهذا الراعي أعلم عند الله منك، لذلك احفظوا هذا النص: كفى بالمرء علماً أن يخشى الله، وكفى به جهلاً أن يعصيه  

     معرفة أسماء الله الحسنى تدعوك إلى مراقبة الله، تدعوك إلى تعظيم الله، فتطيعه، تدعوك إلى تعظيم أمره فتأتمر به، تدعوك إلى عدم تعظيم مخلوق يأمرك بمعصية، فإذا أمرك مخلوق بطاعة فعلى العين والرأس، تدعوك إلى عدم تعظيم مخلوق يأمرك بمعصية.  

     لذلك معرفة أسماء الله الحسنى أحد أكبر أجزاء العقيدة التي ينبغي أن تكون سليمة عندك.  



المصدر: الخطبة : 1054 - الآثار المترتبة على معرفتك بأسماء الله الحسنى - لا يخافن العبد إلا ذنبه ولا يرجون إلا ربه .