النطفة خليةٌ موظفة لإيصال معلومة الذكر الوراثية إلى خلية البويضة في الأنثى.
إذا دققنا عن كثبٍ نرى جهازاً مصمماً بشكلٍ خاص لحمل هذه النطفة، فالقسم الأمامي للنطفة مغطى بدرعٍ واقٍ، وتحته درعٌ ثان، وتحت هذا الدرع الثاني أيضاً يوجد ما يشبه الشاحنة التي تحمل النطفة، ويوجد داخل هذه الشاحنة ثلاثةٌ وعشرونَ صبغياً عائداً للرجل ، جميع المعلومات العائدة لجسم الإنسان وأدق تفاصيله مخفيٌ في هذه الصبغيات، ولظهور إنسانٍ جديدٍ يجب أن تتحد الصبغيات الثلاثة والعشرين الموجودة في نطفة الرجل مع الصبغيات الثلاثةِ والعشرين الموجودة في بويضة المرأة، وهكذا سيظهر أول تكوينٍ لجسم الإنسان من ستةٍ وأربعين صيغياً.
تصميم الدرع الموجود في الجهة الأمامية للنطفة سيحمي هذا الحمل الثقيل والثمين طوال هذه المسافةِ الطويلة من جميع أنواع الأخطار، وتصميم النطفة غير محصورٍ بهذا فقط، فهناك في القسم الأوسط للنطفة محركٌ قويٌ جداً ويرتبط بطرف هذا المحرك قسم ذيلٍ للنطفة، القوة التي ينتجها المحرك تدور الذيل كالمروحةِ تماماً، وتؤمن للنطفةِ قطع الطريق بسرعة، ولوجود هذا المحرك لابدّ له من وقودٍ لتشغيله، وقد حُسبت هذه الحاجة أيضاً فركب له وقودٌ هو أكثر اقتصاداً أي سكر الفوكتوز على السائل الذي يحيط بالنطفة، وهكذا فقد تمّ توفير وقود المحرك خلال الطريق الذي ستقطعه النطفة.
عند ملاحظةِ حجم النطفة بالنسبةِ إلى المسافة التي قطعتها تظهر حركتها السريعة التي تشبه قارب السباق، هذا الجهاز المدهش ينتج بمهارةٍ كبيرة حيث يوجد داخل كل خصيةٍ مركز إنتاج النطف، أقنية مجهرية يصل طولها إلى خمسمئة متر.
الإنتاج في هذه الأقنية يشبه تماماً نظام السكة الحديدية المستخدمة في المعامل الحديثة فأقسام النطفةِ من درعٍ ومحركٍ وذيلٍ تركب مع بعضها على الترتيب، وفي النهايةِ تظهر الروعةُ الهندسية ُالكاملة تماماً.
كيف تعلمت النطف صنع الدرع والمحرك والذيل بحسب حاجةِ جسم الأم؟
بأي عقلٍ تتركب هذه القطع بالترتيب الصحيح؟
من أين تعلم أن النطف ستحتاج إلى سكر كوقود لهذا المحرك؟
كيف تعلمت صنع محركٍ يعمل بهذا السكر الخاص؟
هناك جوابٌ واحدٌ فقط لكل هذه الأسئلة هو أن هذا من خلق الله عز وجل، فالنطف والسائل المرتب داخلها خلقه الله عز وجل بشكلٍ خاص لاستمرار نسلِ الإنسان.
﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾