بحث

الحيتان آية دلالية ومنفعة دنيوية

الحيتان آية دلالية ومنفعة دنيوية

بسم الله الرحمن الرحيم

     أيها الأخوة، البحر وما فيه من حيوانات، في البحر ما يزيد عن مليون نوع من السمك، هذه كلها خلقت لنا، قال تعالى: 

﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً﴾

     خلق الله سبحانه وتعالى هذه الآيات لوظيفتين:  

1. الوظيفة الأولى؛ وظيفة دلالية.  

2. والثانية دنيوية.  

     قال تعالى: 

﴿نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ﴾

     كل شيءٍ خلقه الله عزَّ وجل فيه تذكرة ومتاع. 

     أيها الأخوة، هذه الحيتان التي تجوب المحيطات من آيات الله الدالة على عظمته، الشيء الذي يلفت النظر، تقدير بعض العلماء لعددها، أنها تزيد عن مئةٍ وخمسين ألف حوت في بعض الأوقات، من نوعٍ واحد، وهو الحوت الأزرق، هذا الحوت الذي يزن مئةً وثلاثين طناً، ويبلغ طوله خمسةً وثلاثين متراً، فلو ضربت وزن هذا الحوت بعدد الحيتان، لكان الرقم مذهلاً، لو قسِّم على أهل الأرض، لأصاب كلُّ إنسانٍ، من الستة آلاف مليون، أربع كيلو غرامات، في كل عام. 

     أيها الأخوة المؤمنون، يولد هذا الحوت ولادة، يصل طوله حين الولادة إلى سبعة أمتار، ويزن طنين، يستطيع الحوت أن يبقى في البحر أكثر من ثلاثين دقيقة، لأن طريقة بناء جسم الحوت تجعل هذا الأوكسجين الذي استنشقه يخزَّن في عضلاته، وفي دمه، وفي أنسجته، وعشرة في المئة يخزَّن في رئتيه. 

     أيها الأخوة، كيف يجوب هذا الحوت الكرة الأرضية، طبعاً في البحار، من الشمال إلى الجنوب، يذهب إلى القطبين، ويعود إلى خط الاستواء، وتعلمون أن هناك فروقاً كبيرة في درجات الحرارة؟ قال: إن طبقةً من الدهن تقيه من البرد، تصل سماكتها إلى متر تحيطه، فإذا توجَّه نحو خط الاستواء، قلَّت هذه الكميات الدهنية إلى النصف تقريباً حيث المياه الدافئة، ولا يشبع الحوت بوجبةٍ أقلَّ من أربعة طن. 

     لو نظرت إلى أحواض السمك، إلى أسماك صغيرة، فيها من الأجهزة، ما في هذا الحيوان الكبير، ولكن على شكلٍ مصغر، فتبارك الله الخلاَّق لما يشاء.  



المصدر: موضوعات علمية من خطب الجمعة - الموضوع 010 : . الحيتان