الرقيب اسمٌ من أسماء الله الحُسنى إذا آمن المؤمن به، انعكس هذا الإيمان على سلوكه انعكاساً واضحاً؛ فأنت إذا شعَرت أنك مٌراقب فلابٌد أن تنضبط ويكون ذلك سبب سعادتك الأبدية، فإذا آمنت أن الله يراقبك، فاستحييت منه، ولَزِمت أمره؛ سَعِدت في الدنيا والآخرة.
المؤمن يشعر بمراقبة الله في بيته، وفي عمله، وهو يعالج المريض، وهو يَرِفع مذكرة للقاضي. واسم الرقيب يرفعك إلى مقام الإحسان، اعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
الرقيب في اللغة بمعنى المُنتظِر، قال تعالى: ﴿ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ﴾
ورقيب القوم هو الحارس الذي يُشرف على مراقبة العدو.
والرقيب هو الله الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾
والرقيب هو الخَلَف. يُقال: نِعم الرقيب أنت لأبيك.
والرقوب الدوام على وجه الحفظ. يُقال: أرقَبت الشيء، أرقبه إذا راعيته وحفِظته.
ويقال للمَلَك الذي يكتب الأعمال ويحفظ الأقوال رقيب، وفي القرآن الكريم: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾
والرقيب؛ العليم.
وراقَبْتَ الله إذا علِمت أنه مُطلّع عليك فَراعيْتَ حقه.
وقد ورد اسم الرقيب في القرآن، قال تعالى:
﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾
في سورة المائدة جاءت على لِسان سيدنا عيسى -عليه وعلى نبِيِّنا أفضل الصلاة والسلام- قال تعالى :
﴿ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾
في سورة الأحزاب قال تعالى:
﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً﴾
يُروى أن عبد الله بن عمر مرَّ بِغلام يرعى غنماً فأراد أن يمتحنه فأشار لإحدى الشياه وقال: بِعني هذه الشاة يا غلام، فأجاب الغلام: ليست لي. فقال ابن عمر: قل لصاحب الغنم إنها ماتت أو أكلها الذئب، فقال الغلام: والله لو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدقني فإني عنده صادق أمين ولكن أين الله؟!
في شهر رمضان الخير يتجلى اسم الرقيب ويشعر الصائم بدوام مراقبة الله تعالى له فلا يأكل لقمة ولا يشرب شربة ماء واحدة مهما كان جائعاً أو عطشان لأنه يشعر أن الله تعالى يراه وأنه مطلع عليه.