بحث

التكافل الاجتماعي في الإسلام

التكافل الاجتماعي في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

التكافل الاجتماعي هو الذي يجعل حياة الإنسان كريمةً، أنت لست وحدك في المجتمع الإسلامي، الكل لواحد، والواحد للكل، 

أساس التكافل الاجتماعي: 

      أيها الإخوة الكرام، نحن تكافلنا الاجتماعي أساسه النسب، وأساسه المكان، 

أولا: أساس  المكان: 

      الأحاديث التي أوردها النبي عليه الصلاة والسلام في حقوق الجار تعد مفخرة الإسلام، 

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. 

      وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضاً: 

      أتدرون ما حق الجار؟ إن استعان بك أعنته، وإذ استنصرك نصرته، وإن استقرضك أقرضته، وإن مرض عدته، وإن مات شيعته، وإذا أصابه خير هنأته، وإذا أصابته مصيبة عزيته، ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإذا اشتريت فاكهة فأهدِ له منها، فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ ولده، ولا تؤذه بقتار قدرك ـ برائحة الطعام ـ إلا أن تغرف له منها. 

      هناك تضامن وتكافل على أساس المكان، الأحاديث التي أوصى بها النبي عليه الصلاة والسلام للجيران كثيرة جداً.

ثانيا: أساس النسب: 

      والأحاديث التي أوصى بها النبي عليه الصلاة والسلام بالأقرباء أكثر، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام يبين أن الإنسان إذا أعطى من ماله، أو من زكاة ماله لأقربائه فله في هذا العطاء أجران، أجر الصدقة، وأجر الصلة، يجب أن ننطلق من أن التكافل في الإسلام على أساس جغرافي، وعلى أساس نسبي، وما مِن إنسان ليس له أقرباء، ولا جيران. 

      أيها الإخوة الكرام، التعاون يبدأ بالتعاون المادي دائماً وأبداً، والأحاديث التي تتحدث عن صلة الرحم تقترب من ثلاثين حديثاً، ومِن أجلّ العبادات التعاملية في الإسلام عبادة صلة الرحم، أليس كذلك؟ هذه العبادة تبدأ بالاتصال، وقد تبدأ باتصال هاتفي، ثم يتابع هذه العبادة بزيارة، وبعد الزيارة تفقد أحوال القريب المعاشية التربوية العلمية الدينية الاجتماعية، ثم تتابع هذه العبادة بالعطاء المادي إذا كانوا فقراء، أو بالتوجيه الاجتماعي إذا كان فيهم خلل أو خصام، أو بالتعليم إذا كانوا في جهل، أو التثقيف إذا كان فيهم ضعف، فتتابِعُ هذه الأسرة بكل ما تحتاج، وبعد ذلك يأخذ هذا القريب بيد قريبه إلى الله، هذه صلة الرحم، لكن الناس أفرغوها من مضمونها، وجعلوها زيارة تقوم بها في العيد، وكلك رجاء ألا تجده في البيت، فتكتفي أن تضع البطاقة، وانتهى الأمر، مسخت هذه العبادة الاجتماعية الرائعة إلى وضع بطاقة في البيت من العام إلى العام، لكن الله تعالى قال: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ  

أنواع التكافل الاجتماعي: 

      التكافل أيها الإخوة الكرام أنواع، عندنا تكافل مالي مادي، وتكافل معنوي، ويقع في مقدمة التكافل المعنوي النصيحة، الإرشاد، التعليم. 

أولا: التكافل المالي: 

      مثلاً: أسرة من الأسر أسست جمعية، هذه الجمعية لها أهداف كثيرة، أول هذه الأهداف أنها قد شكلت شركة تجارية، رأسمال هذه الشركة من أفراد هذه الأسرة، وقام على هذه الشركة مدراء، و اختصاصيون، وهي ربحية، ربح هذه الشركة عائد لهذه الأسرة المترامية في هذه المدينة، مهمتها أن تزوج شبابهم، وأن تؤمن للشباب تعليماً جامعياً، مهمتها أن تساعدهم في الزواج، ريع هذه الشركة فقط لمساعدة أفراد هذه الأسرة، كل من ينتمي لهذه الأسرة له حق في هذه الشركة، الأغنياء يدفعون كرأسمال، والفقراء ينتفعون. 

      أيها الإخوة الكرام، التعاون دين، والتعاون حضارة، ونحن لا نرقى عند الله إلا بالتعاون، فهذه الجمعية الخيرية المتعلقة بهذه الأسرة لها أهداف تثقيفية، فمن حين لآخر تقيم ندوات ومحاضرات لأفراد هذه الأسرة، تستقبل بعض العلماء، وقد دعيتُ مرة إلى هذه الجمعية، وألقيت فيها عدة محاضرات، وعندها لجان اجتماعية تتفقد أحوال هذه الأسر، الوضع الاجتماعي، الوضع الاقتصادي، الوضع التعليمي، الوضع الديني، فكل أسرة على حدة، وضعها المعيشي: هل تحتاج إلى مساعدة من الشركة؟ الوضع التعليمي: هل هناك أولاد تسللوا من المراحل التعليمية تقنعهم بالعودة؟ هل هناك شباب يفتقرون إلى قسط جامعي غالٍ جداً؟  

      أيها الإخوة الكرام، ما الذي يمنع أن نفعل هذا؟ وهو بين أيدينا، والله عز وجل ما كلفنا فوق طاقتنا، هذا ضمن إمكانات أي إنسان، والله عز وجل بنص قرآني قطعي الدلالة يقول: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ  ) 

لو فكر كل واحد بأي طريقة في أن يعاون من حوله من أقربائه، أو من جيرانه، أو من زملائه، أو من أصدقائه، أو من أقرب الناس إليه تعاونًا ماديًّا، لكانت الحياة أفضل. 

      ماذا تفهمون من قول سيدنا عمر: إذا أعطيتم فأغنوا 

      ليس معقولا أن تفهم هذا الكلام على أن تعطي الإنسان مئة مليون، بل يجب أن تعطيه حتى يكون غنياً، لا أن تهيئ له حرفة، أن تهيئ له عملا. 

      مثال: إنساناً قدم بيتاً فأسست جمعية التأهيل لحرفة للفتيات الفقيرات، في هذا البيت تعلم الفتيات الخياطة بأعلى مستوى، ثم إذا نجحت الفتاة في دورات عديدة يقدم لها آلة خياطة، ثم يقدم لها القماش يصنع ثياباً، تؤخذ هذه الثياب فتباع لصالح هذه الفتاة، فتاة فقيرة في الأعم الأغلب تمد يدها إلى المحسنين متسولة، جعلناها منتجة، كانت متسولة فأصبحت منتجة، كانت قابضة زكاة فأصبحت دافعة للزكاة،  

      التصور السقيم أن الزكاة نأتي بأناس فقراء يموتون من الجوع فنعطيهم مبالغ ضئيلة جداً، لا، هذه تعلمهم الكسل، هذه تميت فيهم الكرامة، يكون في الطابور الطويل فتقدم لهم مبالغ يسيرة زهيدة، ليس هذا هو المطلوب، المطلوب أن تؤهله لعمل،  

فلذلك أيها الأخوة، موضوع التكافل الاجتماعي موضوع خطير جداً، وكل واحد بإمكانه أن يفعل هذا. 

ثانيا: التكافل المعنوي: 

      مثلاً: طبيب يحمل أعلى شهادة من بلد بعيد، شهادته نادرة، إذا كان إنسانًا عاديًّا همّه الأول أن يجمع أكبر ثروة، وإذا كان إيمانه عاليًا جداً همه الأول أن يعمِّم علمَه على أكبر شريحة من الأطباء حتى يعمَّم هذا العلم لكل الزملاء،أنت حينما تنطلق من ذاتك إلى خدمة الخلق فأنت عند الله كبير، وحينما تخرج من ذاتك، من مصالحك، من همومك الخاصة، من مصالحك الخاصة لخدمة الناس فأنت عند الله كبير، لذلك قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)  

      أحياناً عندك منصب شاغر لعمل أو لوظيفة، اسأل من بين من حولك: هل هناك إنسان بلا عمل؟ هل هناك إنسان عاطل عن العمل؟ لأن أكبر مشكلة تواجه المجتمعات هي البطالة، والبطالة نوعان: بطالة حقيقية، وبطالة مقنّعة، الذي دخله قليل هذا ليس له عمل، عملياً دخله لا يكفيه، هذه بطالته مقنّعة، الدخل لا يكفي، إذاً يبحث عن أساليب غير مشروعة لكسب المال، والذي ليس له عمل أصلاً عبء على المجتمع، حبذا كل واحد ضمن أسرته، ضمن من حوله يكون منه تعاون، وتأمين للأعمال. 

      قال لي مرة أخ بالحرف الواحد، وأنا لأقيّم كلامه، قال: أنا عندي من المال ما يكفيني وأولادي أولاد أولادي، أنا لست بحاجة إلى أن أعمل، عنده معمل فيه ثمانون عاملاً، كان هناك صعوبات لا تحتمل في تأمين المواد الأولية، وفي أشياء كثيرة، فجاء يستشيرني في إغلاق معمله، قال لي: لا أربح شيئاً، الأرباح تساوي المصاريف، أنا لست بحاجة أن أبذل جهداً كبيراً بلا مقابل، قلت له: وهؤلاء العمال الثمانون عاملاً أنت تفتح بهم ثمانين بيتاً، يأخذون ما يغطي في الأعم الأغلب معظم مصاريفهم، والسبب أنت، قلت له: هل تصدق أنك لو أبقيت المعمل يعمل، ولم تربح قرشاً واحداً فأنت أكبر رابح، أنت فتحتَ ثمانين بيتاً، لذلك أنت حينما تفكر بالآخرين وتخرج من ذاتك لخدمة الخلق فأنت عند الله مقرب جداً. 

التعاون فرضٌ في الإسلام: 

      أيها الإخوة الكرام، الفكرة الدقيقة أن التعاون فرض في الإسلام، فرض لأنّ كلَّ أمرٍ في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، وقد قال لك القرآن الكريم:  (وَتَعَاوَنُوا ) 

      بالمناسبة، كنت أقول لكم دائماً: الإنسان معه طبع، ومعه تكليف، الطبع خصائص نفسه، والتكليف بالأمر والنهي، دائماً الطبع يتناقض مع التكليف، لأن تناقض الطبع مع التكليف هو ثمن الجنة. 

      كأمثلة أذكرها كثيراً، الطبع يقتضي أن تأخذ المال، والتكليف أن تنفق المال، الطبع يقتضي أن تبقى نائماً، والتكليف أن تستيقظ، الطبع يقتضي أن تخوض في فضائح الناس، والتكليف أن تصمت، الطبع يقتضي أن تملأ عينيك من محاسن النساء، والتكليف أن تغض البصر، هذا تناقض بين الطبع، والتكليف ثمن الجنة، الآن الطبع فردي، والتكليف جماعي، أنت إذا عدت إلى طبعك ينبغي أن تعيش وحدك، وأن تستمتع بالحياة وحدك، وأن يكون لك دخل وحدك، أما حينما تتعاون مع الآخرين تكون قد خرجت من طبعك إلى أمر الله عز وجل، لأن أمر الله يقتضي التعاون مع الآخرين، قال تعالى: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)  

      هناك شيء آخر أيها الإخوة الكرام أتمنى أن يكون واضحاً جداً عندكم، أنت يمكن أن تكون غنيًّا ومحسنًا تدفع زكاة مالك وزيادة، بالمناسبة من قال لك: إن المؤمن مكلف أن يدفع زكاة ماله فقط فقد أخطأ، من قال لك هذا الكلام؟ قال تعالى: ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ ) 

      آتى لزكاة شيء، وآتى المال على حبه شيء آخر، آتى الزكاة كفرض، لكن آتى المال على حبه هذه الصدقة، فعلامة محبتك لله أن تنفق من مالك، نحن حينما نفهم هذا الدين العظيم فهمًا حقيقيًّا نابعً من الكتاب والسنة لا نراه عبادات شعائرية، بل نراه منهجًا متكاملاً للحياة. 

دعوة إلى خطوات عملية للتكافل الاجتماعي: 

      أنا أدعوكم الآن إلى خطوات عملية، الكلام وحده لا قيمة له إطلاقاً،  

      هناك إنسان متفوق بالرياضيات، يجمع طلاب الكفاءة قبل الامتحان فيعطيهم درسًا أسبوعيًّا بالرياضيات، هذا تعاون،  

إعطاء درس خاص هذا تعاون، أحياناً إذا في شاغر عمل نبحث بين الأقارب، أو بين أفراد الأسرة الواحدة، أو بين الجيران عمن يسد هذه الثغرة. 

      أحيانا جامعة تحتاج إلى إمام مسجد، وطالب يحمل شهادة ثانوية، وبحاجة أن يدخل كلية الطب، فعين إماماً بهذه الجامعة، أعفي من القسط، ودخل كلية الطب، والقسط غالٍ جداً، لما تفكر بالآخرين تكون بذلك قد حققت مطلب ديني،  

      أما الأمور بلا تخطيط، بلا تعاون، بلا متابعة فكل إنسان يعيش لذاته، يعيش همومه الخاصة، يعيش متاعبه الخاصة، يعيش ترفه، أحياناً لا يعبأ بأحد، هذا الإنسان ليس عند الله مقرباً. 

      وقد دعينا إلى جمعية خيرية دعوا أشخاصًا من علية القوم، كان أحدهم رئيس جامعة، تبرع بخمس منح دراسية كل عام لأبناء هذه القرية، ومستشفى تبرع بمعالجة عدد معين من المرضى لهذه القرية، عمل تعاوني رائع، والله الإنسان أحياناً تدمع عينه أن المستشفى قدّم، والجامعة قدمت، والمحسنين قدموا، والعلماء قدموا، هذا هو التعاون، ونحن حياتنا مبنية على التعاون، والآية الكريمة صارخة: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)  

      هذه الآية أصل في الدين، وكل إنسان يتعاون مع أخيه يتعاون مع أخيه بقدر طاعته لله، وكل إنسان يتنافس مع أخيه بقدر معصيته لله،  

      قال سيدنا أبو بكر لسيدنا عمر: امدد يدك لأبايعك يا عمر، سيدنا عمر قال: معاذ الله !!! أيّ أرض تقلّني، وأيّ سماء تظلّني إن كنت أميراً على قوم فيهم أبو بكر، قال: يا عمر، أنت أقوى مني، قال: أنت أفضل مني، عندئذ قال عمر: قوتي إلى فضلك. 

التعاون حضارة: 

      أيها الإخوة الكرام،  التعاون والتضامن والتكافل حضارة، وأن تعيش للمجموع أنت إنسان راقٍ جداً، وأن تحمل هموم الناس أنت أرقى، وأن تتبرع بمالك، أو بوقتك، أو بعلمك، أو بخبرتك لمن حولك فأنت أرقى وأرقى، يجب أن يحل التعاون مكان التنافس، على مستوى شركة، على مستوى مؤسسة، على مستوى دائرة، كل شخص يتربص بالثاني الدوائر، مفهوم فريق العمل مفقود، مفهوم التعاون مفقود، وهذا ليس من الإسلام، ليس من أخلاق الإسلام، أنت بعملك لك زميل أخطأ، تأتي إلى المدير العام، فتقول: هذا لا يفهم شيئاً، ارتكب غلطة كبيرة جداً، أنت إذا كنتَ مؤمنًا تتجه إليه، انتبه، هذا خطأ، هكذا صوابه، الله يجزيك الخير، أنت الآن أكبر مؤمن، لا، لا نتكلم معه، لا ننصحه، نتكلم مع المدير، سيحطمه، ثلاثة أرباع أعمالنا هكذا بدوائرنا، بمعاملنا، بمؤسساتنا، بشركاتنا، كل شخص يحطم الآخر، هذه علامة تخلف فاضح، أما مجتمع المؤمنين فتتجه إليه، وتقول له: هذا خطأ، وهكذا الصواب، بينه وبينك انتبه، هذا الذي ينبغي أن يكون. 

      أنا لكثرة ما أرى من نزاعات في الأعمال، في الشركات، في المؤسسات، في الدوائر، في الأسر، كل مشروع فيه تنافس، كل شخص قناص على الآخر، حينما يرى الخطأ ثبته، الآن يشهر به عند الآخرين، حتى يتحطم هذا الإنسان، فلذلك أسأل الله لي ولكم التوفيق، والنجاح، وأسأل الله لكم التعاون ولي أيضاً، تعاونوا، فبالتعاون يرضى الله عنا جميعاً، ولعل الله يرحمنا بالتعاون. 



المصدر: التربية الإسلامية – موضوعات مختلفة في التربية - دروس حوارية - الدرس (18-28) : التكافل الاجتماعي في الإسلام