مشيئة الله واختيار الإنسان
هل مشيئة الله تنفي عن الإنسان اختياره؟
بحث
هل مشيئة الله تنفي عن الإنسان اختياره؟
قال الله تعالى: ( صنْعَ اللَّه الَّذِي أَتْقَن َكُلّ َشيْءٍ ) لنستعرض معاً بعض من صنع الله الذي وإن دل على شيء فإنما يدل على صنعة الله المبدع الشمسُ والبدرُ من أنوار حكمتهِ، والبرُ والبحرُ فيضٌ من عطاياه , والطيرُ سبّحهُ، والزرعُ قدّسهُ، والموجُ كبّرهُ، والحوتُ ناجاهُ، والنملُ تحتَ الصخور الصُمِّ مجدّهُ، والنحلُ يهتِفُ حمداً في خلاياه
أن كل متغير لا بد له من مغير, وكل متحول لابد له من محول, هذا هو مبدأ السببية, لا شيء يكون من تلقاء ذاته، والأرض وما تحويه والسماء وما تخفيه والبحار وما فيها وجو الأرض وما فيها، فيها أشياء متحولة ومتغيرة ومتبدلة بشكل مستمر ويوجد بهذه التغييرات حكمة إذاً هو كامل الحكمة, ويوجد قدرة إذاً هو كامل القدرة, ويوجد لطف إذا هو كامل اللطف, فأي صفة تكشفها في خلق الله منبعها من ذات الله .
قال أحد العلماء: إذا آمنت بأن هذا الكون من نتاج المصادفة كمن يؤمن بأن لغماً وضع في مطبعة وبعد الانفجار نتج لدينا قاموس لا روس, الذي هو من أدق القواميس الفرنسية 2000 صفحة مع صور ملونة على الأبجدية، 80000 مادة, هذه الحروف تنضدت وحدها جاءت على شكل مواد ومعلومات وتسلسل ومنطق وصياغة وتجليد وورق وألوان وصور وحدها، هل هذه مصادفة هذا شيء لا يقبله عقل؟
الأصل الوجود والوجود ليس له أول ولا نهاية, والعدم وجودنا يحتاج إلى موجد وهذا الموجد يجب أن يكون عظيماً ما هو الدليل العقلي على ذلك؟
إن البحث العلمي بما فيه من استدلالٍ نظري واختبارٍ وتجربة سبيلاً إلى التعرف على حقيقة وجود الخالق جل وعلا .فالحقيقة لا تخشى البحث فكيف بالحقيقة المطلقة التي هي وجود الله.
الإنسان بفطرته التي فطره الله عليها مؤمن بالله وقد قال عالم الفيزياء آنشتاين واضع النظرية النسبية : كل إنسان لا يرى في هذا الكون قوةً هي أقوى ما تكون، عليمةً هي أعلم ما تكون، حكيمةً هي أحكم ما تكون، هو إنسان حي و لكنه ميت.