طلحة بن عبيد الله طلْحَةَ الخَيْر والفياض والجود
لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: أَوْجَبَ طَلْحَةُ أي وجبت له الجنة؟
بحث
لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: أَوْجَبَ طَلْحَةُ أي وجبت له الجنة؟
هذا الصحابي الجليل أرسل بمهمةٍ ليلقى كسرى وقيصر في وقتين مختلفين، كِسرى ملك الفرس، وقيصر ملك الروم، الدولتان الأعظم في عصره، وأن تكون له مع كلٍّ منهما قصة، ما تزال ذاكرة الدهر تعيدها، ولسانُ التاريخ يرويها ...
فهذا الذي نزل في شأنه قرآن يُتلى إلى يوم القيامة، نزل به جبريل الأمين على قلب النبي عليه الصلاة والسلام بوحي من عند الله، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد حرص على ألاَّ تفوته غزوة مع أنه أعمى، مع أنه ضرير، وحدَّد لنفسه وظيفتها في ساحات القتال فكان يقول: أقيموني بين الصفين، وحمَّلوني اللواء أحمله لكم وأحفظه فأي رجالٍ هم؟
قد يظن الناس واهمين أن الغنى يتناقض مع الإيمان!؟ يمكن أن تكون أغنى أغنياء الأرض، وفي أعلى درجات الإيمان والقبول عند الله عز وجل وهذا هو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف كان من أغنى الصحابة، وهوالنموذج كيف يكون الغنى مـــع الإيمان؟
يمكن أن نستنبط من سيرته، حقائق كثيرة تفيدنا في حياتنا المعاصرة، فالذي ينبغي أن نعلمه من السيرة، أن مواقف الصحابة مواقف مثالية، فإذا عرفنا بواطن مواقفهم، وأسرارها، يمكن أن نكون قد تعلمنا تفاصيل كثيرة عن الدين من خلال سيرتهم.
كان النبي عليه الصلاة والسلام كلما دخل عليه سعْدُ بن أبي وقاص يُداعِبُهُ، ويقول: هذا خالي، أروني خالاً مِثْل خالي. لنتعرف معاً أكثر على هذا الصحابي الجليل الذي حظي بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من عادة رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه ما صنع أحد له معروفاً إلا أحبَّ أن يجازيه عليه بما هو أجلُّ منه ماذا قدم هذا الصحابي الجليل للنبي وبماذا جازاه؟
مع الإخلاص لله عزَّ وجل ينفعُ كثيرُ العمل وقليله، ومن دون إخلاصٍ لا ينفع لا كثيرُ العمل ولا قليلُه وهذا الصحابي الجليل وافته المنيه بعد اسلامه مباشره ولكن لنتابع معاً حجم إخلاصه وهمته.
سيدنا زيد ما أتيح له أن يجاهد مع النبي، كان صغيراً، كان طوله بطول السيف، رده النبي بلطف، طلب العلم، حفظ القرآن، تلاه أمام النبي، النبي كلفه أن يحذق العبرية، حذقها، كلفه أن يكتب الوحي كتبه، تعلم الفرائض صار حبر هذه الأمة، صار مرجعَ الأمة في القرآن الكريم، الصادق لا يعدم حيلة، الصادق إذا سُدَّ بابٌ فَتَحَ أبوابًا، فللجهاد في الإسلام أشكال هناك جهاد النفس والهوى، هناك جهاد التعلم والتعليم...
عظمة النبي عليه الصلاة والسلام أنه أحبَّ أصْحابه كما أحبُّوه، أو أنهم أحَبُّوه كما أنه أحَبَّهُم، هذا الصحابي أحَبَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم وآثره على أمِّه وأبيه فقد أحَبَّهُ النبي عليه الصلاة والسلام وخلطه بِأهله وبنيه فكان يشْتاقُ إليه إذا غاب عنه، وهذا هو مُجْتمع المؤمنين.
مجتمع المسلمين، مجتمع القيمة الواحدة لا القيم العديدة، وليست قيماً مادية بل كلها قيم روحية، قيم أخلاقية، قيم الدين، قيم الطبقة الواحدة، فلا أحد أحسن من أحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، الإنسان قيمته باستقامته وعمله. هذا ما نجده في قصة سيدنا سالم والنبي الكريم يقول: الحمد لله الذي جعل في أصحابي مثلك، وسيدنا عمر يقول:والله لو كان سالم حي لوليته الأمر من بعدي. هذا هو الإسلام .
رجل ربأ به النبي عن الشرك ورغب له في الإسلام لما يملك من رجاحة عقل، فإذا آتاك الله عقلاً راجحاً، وفكراً ثاقباً، وإمكانات عالية، ينبغي أن تسرع بك إلى الله، ولا ينبغي أن تبطئ بك، لأن الحسرة عندئذ تكون كبيرة، ولأن الإسلام أساسه العقل، وأساسه الواقع، وأساسه الفطرة، فأي إبطاء في إسلامك، مع رجاحة عقلك فهذا يدعو للعجب العجاب .