الشيء الذي يلفت النظر أن كل صحابي نسيج وحده كما يقولون، يتمتع بشخصية لها سماتها وخصائصها، وهذه الشخصية كأنها جاءت في عهد النبي عليه الصلاة والسلام لتكون قدوة لمثيلاتها في العصور القادمة، فكل صحابي يمثل شخصية نجدها في كل عصر، لكن هذا الصحابي بهذه الشخصية التي يتميز بها وقف الموقف المثالي فكان بطلاً بحقٍ إذ قيل إن عصر النبي عليه الصلاة والسلام هو عصر البطولات.
سيدنا عمر يحبّ الناصح، والمؤمن الصادق يستجيب للناصح، ويُسَرُّ به ولو كان في كلامه قسوة، أمّا الإنسان ضعيف الإيمان فإنّه يحب المديح، ويفرح بالمادحين، ويضيق ذرعًا بالناصحين. وقد نصحه سيدنا الربيع بن زياد فبكى منها سيدنا عمر ودعا أبا موسى الأشعري، وقال: تحَرَّ أمر الربيع بن زياد، فإن يك صادقاً، فإن فيه خيراً كثيراً، وعوناً لنا على هذا الأمر. وقد كان منه ما كان…
من خلال حياة هذا الصحابي الجليل نجد ورعاً ما بعده ورع، وزهدا ما بعده زهد ، وتضحية بالغالي والرخيص، والنفس والنفيس، في سبيل الحق. وكذلك حياة أصحاب النبيِّ عليهم رضوان الله، لذلك هؤلاء الذين رضي الله عنهم هكذا كانوا، وهكذا ينبغي أن نكون حتى يرضى الله عنَّا .
لو كنت مُتَمَنِّياً ما تمَنَّيْتُ إلا بيْتاً مملوء بِرِجالٍ مثل أبي عُبَيْدة.
قصة من قصص أصحاب رسول الله رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ولكن هذه القصة لها طعم خاص، ذلك أنها تتصل اتصالاً مباشرًا بأهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، إنه أحد أصهاره، ويمكن أن نستنبط من هذه القصة موقف النبي عليه الصلاة والسلام من قرابته، وكيف كان مثلاً أعلى للمؤمنين في علاقاته مع من يلوذ به؟
سيدنا أبو أيوب الأنصاري أحد هؤلاء الصحابة الذين وصلوا إلى أقاصي الشمال، ودفن عند أسوار القسطنطينية وهو يناهز حين ذاك الثمانين من العمر، فهو الآن مدفون في أحد أحياء اسطنبول، على كلٍ الإنسان يعمل في الحياة الدنيا أعمالاً كثيرة، لكن أرقى عمل له حينما ينشر الحق .
إنسان يعيش في وادٍ منقطع، وتعيش قبيلته على قطع الطريق أحياناً، وعلى فتات القوافل أحياناً، يصبح صحابياً جليلاً، ويصبح في أعلى قمم التقوى والصلاح. هذا دليل أنه في أيّ وضع أنت فيه؟ من أي انتماء أنت؟ من أي عرق كنت؟ من أي لون؟ من أي طبيعة؟ من أي مستوى؟ من أي أصل؟ لا شيء في الأرض يمنعك من أن تكون مؤمناً وبطلاً قريباً من الحق.
صعب على الإنسان أن يدرك أنه قد خطأ، ولكن كيف يشعر الإنسان إذا أدرك أن كل حياته الماضيه خطأ؟ وماذا عليه أن يفعل؟ هذا ما سنتعلمه من هذا الصحابي الجليل…
جزا الله عن الإسلام والمسلمين أبو هريرة خيراً، هذا صحابيُّ علمٍ حفِظَ عن النبي أقواله، ونقلها لمَن بعده، وأنت اختر لنفسك أنْ تتحرى العلم النافع والعمل الصالح، وكلها طرق مفضية إلى الله عز وجل.
قصة مساواة وحب وتقدير للشباب بأبها صورها ومعانيها.